دعا الأطباء البياطرة المشاركون في الأسبوع البيطري، أول أمس الخميس، الذي نظمت فعالياته بمركب الأمير بولاية مستغانم، إلى ضرورة تكثيف عدد المخابر لإجراء التحاليل مبكرا للكشف عن أمراض عديدة أصبحت تفتك بالثروة الحيوانية• وسجل الأطباء تزايد أعداد الإصابات بداء الحمى المالطية ''بربسيلور'' و الجذري والسل وغيرها من الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية التي تراجع عددها، حيث لم تصل الجزائر بعد إلى المعدل السنوي لاستهلاك اللحوم الحمراء والبيض الذي حددته المنظمة العالمية للصحة، وهو 9 كلغ، حيث لا يتجاوز 7 كلغ، في حين بالمغرب يتم استهلاك 13 كلغ ونفس الكمية تستهلك بتونس• وقال الدكتور بورملة حبيب، عضو بالجمعية الوطنية للبياطرة، أنه في ظل غياب سياسة وطنية واضحة لتربية الحيوانات، تبقى هذه الثروة في خطر، وذلك ما يعكس تراجع عملية إنتاج حليب البقر، ما بات يتطلب اعتماد برامج عمل في مجال الطب البيطري والبحث العلمي، خاصة وأن البحوث العلمية أثبتت اليوم أنه لا جدوى من استعمال المضادات الحيوانية لتنمية الثروة، في الوقت الذي تم إحصاء ستة مخابر فقط لا يمكنها استيعاب عدد الثروة الحيوانية من أبقار، ماعز وأغنام ودجاج• وطلب محدثنا أن يتم فتح مجال للتخصص أمام البياطرة، مع تدعيمهم في إنجاز مشاريع متمثلة أساسا في إقامة مخابر تحليل، خاصة وأن الأبحاث العلمية أكدت تسجيل إصابة أشخاص بالعقم بعد تناولهم للحوم البقر وحليب مصاب بداء الحمى المالطية• إلا أن مشكل التخصص بالنسبة للبياطرة يبقى الشغل الشاغل ل 1200 بيطري للخروج من الحلقة المفرغة التي ألزمت البياطرة بالدخول في بطالة، مضيفا أنه حان الوقت لإعادة النظر في القوانين مع إشراك كل الفاعلين في تشريح وتشخيص الوضعية من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية• في سياق متصل، أوضح أحد المتدخلين من البياطرة أن هناك كثير من قطع الغنم والبقر أصبحت اليوم تهرب إلى الخارج عبر الشريط الحدودي الغربي، وتصل إلى إيطاليا ثم إسرائيل، وذلك ما يعد استنزافا للثروة الحيوانية التي أرهقت أسعارها كثيرا جيوب المواطنين بعد تحول العديد من شبكات المضاربة التي تساعد على تهريب الأغنام نحو الضفة الأخرى•