استأنف أساتذة قطاع التربية الوطنية عملهم ابتداء من يوم أمس وذلك بعد 3 أسابيع من الإضراب، وتأتي هذه الخطوة بعد قرار تجميد الإضراب الذي اتخذته النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «السناباست». أوضحت النقابة في بيان لها، أن تجميد الإضراب ينبع من إيمانها ب"إيتاحة فرصة للتفاوض والحوار الجاد" كسبيل لتجسيد القرارات التي تمخض عنها مسار المفاوضات المكثفة والعسيرة التي جمعت النقابة ووزارة التربية الوطنية حول أرضية المطالب المدونة في بيان الإضراب والتي كللت بمحضر اجتماع اطلع عليه الأساتذة وتمت مناقشته خلال الجمعيات العامة المنعقدة يوم 25 نوفمبر، وقد تضمنت التقارير الولائية الخاصة بهذه الجمعيات العامة تثمين القرارات المتوصل إليها "شريطة تنفيذها في أقرب الآجال خاصة منها مخلفات منحة الخبرة المهنية البيداغوجية ومنحة تحسين الكفاءات البيداغوجية" وفيما أكدت النقابة تحملها لمسؤولياتها كاملة في اتخاذ قرار تجميد الإضراب شددت أيضا على ضرورة التزام الوصاية والسلطات العمومية بقراراتها والوفاء بتعهداتها السابقة المتفق عليها في محضر الاجتماع الموقع بين الطرفين والذي يحدد تاريخ 31 ديسمبر 2009 كآخر أجل لانتهاء أشغال اللجان المشتركة، وخلصت إلى الإعراب عن أملها في أن يتم الشروع في تنفيذ ما اتفق عليه خاصة فيما يتعلق بالنظام التعويضي قبل 31 مارس 2010. هذا وقد دعت الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ خلال الأسبوع الفارط كل الأساتذة المضربين للالتحاق بمناصب عملهم ووضع مخطط بيداغوجي من أجل استدراك الدروس، وقد شدّد رئيس الفيدرالية «الحاج بشير دلالو» في ندوة صحفية أعقبت اجتماعا مشتركا مع وزير التربية الوطنية «أبو بكر بن بوزيد» على أنه لم يبق هناك أي مبرر للنقابات المشاركة في الإضراب لمواصلة حركتها الاحتجاجية بعد كل الضمانات المقدمة من طرف الحكومة التي استجابت للمطالب المطروحة، وذكر «دلالو» بالإجراءات المتخذة من قبل الحكومة في هذا الصدد واصفا ما تحصل عليه الأساتذة من ضمانات بالمكسب التاريخي والهام، وأضاف أن الحكومة بينت نيتها الصادقة في تحقيق ما رفعه الأساتذة المضربون من مطالب مستشهدا في ذلك بالوثائق والمراسلات الرسمية بينها وبين النقابات المعنية والتي تعد برهانا قاطعا عن تلك النية، وجدد رئيس الفيدرالية تأكيده في هذا الصدد على أن كل المشاكل يمكن حلها عن طريق الحوار والنقاش، وبخصوص الدروس التي تم تفويتها لحد الآن نتيجة هذا الإضراب أوضح «دلالو» أن الفرصة لا تزال سانحة بيداغوجيا وتربويا لاستدراكها ناقلا استعداد الوزارة للعمل في هذا الاتجاه خاصة بالنسبة لأقسام الامتحانات، وتابع في السياق ذاته قائلا "أنا متأكد بأن النقابات واعية ومخلصة ولا يهمها في نهاية المطاف سوى مصلحة أبنائنا"، وقدم «دلالو» بالمناسبة تهانيه إلى كل عمال القطاع على المكتسبات المحققة مذكرا في الوقت ذاته بالموقف الوسط لهيئته إزاء هذا الإضراب والذي يستند إلى قناعة الفيدرالية بأهمية تحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية للأستاذ. كما يجدر التذكير بأن الوزارة كانت قد أعلنت في وقت غير بعيد أن المراسيم التنفيذية المتضمنة النظام التعويضي لمختلف أسلاك موظفي قطاع التربية سيتم تطبيقها بأثر رجعي اعتبارا من الفاتح جانفي 2008 وذلك مهما كان تاريخ المصادقة عليها وإصدارها في الجريدة الرسمية، كما قررت أيضا إلغاء قرار الخصم من أجور الأساتذة فيما يخص أيام الإضراب على أن يلتزم هؤلاء بتدارك كل الدروس المتأخرة طبقا لبرنامج ستحدده إدارة المؤسسات التربوية.