أكد الإعلامي والباحث في مجال التصوف، سعيد جاب الخير، أن الحفاظ على التراث الصوفي مكسب ثقافي باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، أكثر من هذا فهو جزء صميم فيها. وشدد جاب الخير على ضرورة تفعيل دور المنظومة التربية في مجال إحياء هذا التراث الذي كان له الدور الكبير في إعادة هيكلة المجتمعات المغاربية بعد سقوط الدولة الموحدية في بلاد المغرب. وأشار جاب الخير خلال نزوله ضيفا على فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي أول أمس إلى الدور الذي لعبته الصوفية كمنهاج اجتماعي سياسي ثقافي ديني في إعادة تنظيم وهيكلة المجتمعات المغاربية نتيجة حالة الخراب والهمجية التي أصابتها بعد سقوط الدولة الموحدية.وفي ذات السياق أوضح المتحدث في إطار تقديمه لقراءة في آخر إصداراته في مجال التصوف، وهو كتاب ''الإبداع والتصوف''، أوضح دور الصوفية في نشر ثقافة التسامح وفتح مجال التحاور وسماع الآخر، مبرزا أن جوهر شخصية الصوفي تكمن في تقبله الآخر كما هو، على عكس بعض التيارات الدينية المتعصبة التي أساءت لصورة الإسلام لدى الغرب. وعن الجانب الإبداعي للخطاب الصوفي قال جاب الخير إن أول ما نلاحظه في اللغة الصوفية هو رمزيتها، فحين نقرا لابن عربي أو الحلاج كثيرا ما نستمتع برمزية اللغة التي فيها مجال واسع للتأويل والقراءة، وهو ما يمنحنا حرية في النص الصوفي. مرجعا أسبابه إلى الضغط والإكراه الذي مورس ضد الصوفيين، الأمر الذي دفعهم إلى ''ترميز نصوصهم ترميزا أدخلنا في دهاليز الرمزية اللغوية التي تميزت بها فنون الكتابة الصوفية في الأدب أو الشعر وهو ما جعل من الخطاب الصوفي صعب الفهم''. ومن بين ما تتميز به النصوص الصوفية، حسب المتحدث، محافظتها على اللغات العامية ضمن المتون والشروح فلم يتحرج الصوفيون من استعمال اللغة العامية البسيطة نظرا لاحتكاكهم بالشرائح الاجتماعية البسيطة على عكس الفقهاء الذين عرفوا آنذاك بموالاتهم للسلطة، بينما عرف المتصوفون بمعارضتهم للسلطة وهوما حولهم إلى مثقفين على الهامش حيث كان كلامهم يعتبر كلام المجانين.