التفنن في الأساليب الشيطانية لترهيب الغير مهما كان ثقلهم ، هي جوهر الدعاوي القضائية التي ترفع ضد من سوّلت لهم أنفسهم التعدي على الأصول بما في ذلك التعدي على حقوق الوالدين ومنها الاحترام باعتبارها مبادئ مكرّسة في الشريعة الإسلامية. ولكن للأسف هذه الشريحة وجدت في أسلوب عصيان الوالدين ذريعة، بل خولت لنفسها سلطة خاصة على حساب الأصول مهما كلفها الأمر ولو باستعمال العنف ضد من ينبغي أن يحسب لها ألف حساب وهي القاعدة المؤكدة شرعا لكسب مرضاتهما. تلك أبرز القضايا التي تشهدها محاكمنا في الآونة الأخيرة بعد أن أصبح الأولياء يتعرضون للإهانة التي تقترن بشكل عام بصفة الضرب والتهديد على أيدي فلذات أكبادهم. هو شأن الضحية " س. عبد القادر" الذي يعد مثالا حيا عن الإهانة التي يتعرض لها الآباء بعد أن حاول ابنه المتهم " س. سمير" تهديده بالقتل لا لشئ سوى لأن الأب يحرص على سمعة العائلة التي أصبحت على لسان الكبير والصغير بسبب التصرفات الطائشة التي يقوم بها الابن. هذا الأخير قام في الصيف الماضي بالتعرض لأبيه محاولا ضربه بسكين وذلك بعد أن احتج الأب على تأخره اليومي للدخول إلى المنزل بعد منتصف الليل وهو في حالة متقدمة من السكر وتحت تأثير المخدرات والأكثر من هذا أن المتهم كان يقوم بكسر الأغراض الموجودة في المنزل ويعتدي على والده ووالدته بالضرب وحتى أخواته البنات طالتهن يد الاعتداء من قبل الأخ الذي تحول إلى وحش آدمي عندما يحل منتصف الليل ليدوس على مبادئ الأسرة التي ترعرع فيها ويدوس على كرامة الوالدين التي لم تعد تعني له شيئا كيف لا وهو لم يعد بين يفرق بين الحلال والحرام بتعاطيه المخدرات التي أتلفت عقله . وأمام هذه التصرفات الطائشة من الابن الذي كان من المفروض أن يكون على مستوى الوعي والمسؤولية في المنزل باعتباره الابن الأكبر إضافة إلى كونه أبا لطفل ، قرّر الأب الاتجاه للعدالة ظنا منه أن أسلوبه هذا سيغير شيئا من الوضع وأن ابنه سرعان ما يغير سلوكه ويتكون لديه نوع من روح المسؤولية ، ولكن محاولة الأب كغيرها من المحاولات التي جربها في محاولة لتأديب هذا الإبن باءت بالفشل ، حيث أقدم هذا الأخير على تطليق زوجته التي كانت بانتظار مولودها الثاني ليترك مسؤولية الإنفاق على ابنه للأب الذي كتب له أن يعيش بجانب مشاكل هذا الابن . وخلال جلسة المحاكمة أوضح الوالد كل تفاصيل القضية وتمسك بأقواله التي أدلى بها في البداية أمام مصالح الشرطة التي قامت بالتحريات حول الموضوع ، لكن المتهم أنكر الأمر جملة وتفصيلا مشيرا إلى عدم صلته بالأفعال المنسوبة إليه . وبعد أن نسبت إلى المدعو " س. سمير" تهمة التهديد بالقتل ضد الوالد، طالبت النيابة بإنزال عقوبة ستة أشهر حبسا نافذة في حق المتهم الذي تم إيقافه منذ أشهر، مع إلزامه بغرامة مالية قدرها 5000 دينار جزائري. فيما يبقى النطق بالحكم النهائي حول هذه القضية مؤجلا إلى إشعار آخر خلال الجلسة المرتقبة خلال الأسابيع القليلة المقبلة على أمل أن تأخذ العدالة مجراها الطبيعي وخصوصا عندما يتعلق الأمر بعصيان الوالدين الذي أصبح موضوع الساعة بل أصبح إحدى الملفات التي تطرح يوميا أمام المحاكم الجزائرية.