تعد بلدية العقلة المالحة التابعة إقليميا لدائرة بئر العاتر والتي يتجاوز عدد سكانها العشرة آلاف نسمة منهم حوالي 70 بالمئة يقطنون المناطق النائية والريفية واحدة من أفقر بلديات ولاية تبسة وأقلها حظا في التنمية يعتمد سكان العقلة المالحة أساسا على الفلاحة الموسمية وتربية الحيوانات كمصدر أساسي للرزق، وهم اليوم يحلمون بتوفير ضروريات الحياة التي لم يتذوقوا طعم حلاوتها لحد الآن. وقد عانى سكان هذه المنطقة - حسب تصريحات العديد منهم- مرارة الاستعمار وكتووا بلهيب السنوات الدموية خلال العشرية الحمراء، وقد هاجروا وهجروا منازلهم نازحين إلى المناطق الآمنة هروبا من الإرهاب الذي عاث فسادا في هذه الديار التي كانت بالأمس قبلة للثوار. وللأسف الشديد لا تزال مشاتي هذه المنطقة وبواديها لم تعرف حلاوة الحياة الرغيدة في ظل الكثير من النقائص وغياب المرافق التي لم تعالج لحد الآن، وجعلت أبناءها يرفعون معاناتهم إلى السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية و رئيس المجلس الشعبي الولائي، وهذا لالتفاتة خاصة لهذه العائلات لإيجاد حلول ملائمة لمواجهة النقائص والحد منها ومن مخلفاتها الاجتماعية والتنموية والفلاحية والصحية والتربوية. وتتصدر طليعة المطالب مياه الشرب والإنارة الريفية وفتح المسالك لفك عزلتهم ووسائل النقل والهياكل الصحية والدعم الفلاحي والهياكل التربوية التي تعرف تخلفا كبيرا مقارنة بالمنطق الأخرى، وتحسين ظروف التمدرس لأبنائهم الذين يفتقدون لأشياء كثيرة ومتابعة الدراسة في ظروف مقبولة، خاصة توقيف البنات منهم عند الطور الابتدائي لعدم نجاعة الإمكانيات وملاءمتها مع خصوصيات وتقاليد وأصالة البادية، في ظل غياب وسيلة النقل المدرسي والطرقات والمسالك الضامنة والمؤمنة لأمن وسلامة وصحة التلميذ. جانب آخر من معاناة المواطن بهذه المنطقة هو قلة المشاريع التنموية في جانبيها الريفي والفلاحي ووسائل السقي والري، ما أدى بالفلاحين إلى اللجوء إلى استعمال الوسائل البدائية في الحرث والسقي والإنارة والتنقل. مخلفات هذه الوسائل جعلت من المرأة الريفية بهذه المداشر وسيلة للاستغلال والتخلف والجهل والحرمان في مختلف المجالات. انشغالات سكان مشاتي العقلة المالحة النائية حملناها إلى نائب بالمجلس الشعبي البلدي الذي اعترف بالعجز، موضحا أن مشاريع تنموية قد برمجت لفائدة السكان والبداية ستكون بتحسين وضعية التزود بالماء الشروب وتهيئة الطرق والمسالك.