لا أحد يجرؤ على التشكيك في مدى تعلق سكان القبائل بالدين الإسلامي، فيكفي أن يلقي الانسان نظرة على تاريخ و حاضر منطقة القبائل ليكتشف ذلك، فولايات مثل تيزي وزو و بجاية و البويرة، كانت و ما تزال احدى أكبر المناطق التي يتواجد بها أكبر عدد من المساجد و الزوايا و مدارس القرآن و منارات العلم و الثقافة. الشيخ عبد الرحمن شيبان، الشيخ الطاهر آيت علجت، الشيخ محمد الشريف قاهر، الشيخ أبو عبد السلام، الدكتور سعيد بويزري، و غيرهم من المعاصرين، كلهم ينحدرون من منطقة القبائل، و لا أحد يماري في علم و فقه الأسماء سابقة الذكر. زاوية سيدي أحمد العيدلي، زاوية سيدي أحمد بن يحي، زاوية سيدي السعيد، معهد سيدي أحمد اليلولي، و زوايا و مدارس و معاهد تعد بالمئات، و تصنف ضمن المراتب الأولى على مستوى الجزائر، تقع جميعها بمنطقة اسمها "القبائل". فالأمازيغ أو "القبايل" بالمصطلح المتداول لدى عامة الناس، لم يرفضوا يوما الإسلام بل بالعكس اعتنقوه بحماسة وساهموا في توسيع رقعته بقوة لاسيما من خلال نشاط الزوايا على غرار الزاوية الرحمانية و كتب و مؤلفات العلماء. و هذا كله يجعل من التحركات التي شهدتها اليوم مدينة تيزي وزو، و ما أقدم عليه جمع من الناس من انتهاك صارخ لحرمة شهر رمضان المعظم، لا تعدو أن تكون مجرد تحركات شاذة، ويراد لها تشويه صورة منطقة الأمازيغ، وتصويرهم بأنهم سكان لا يلتزمون بتعاليم الدين الإسلامي وشعائره السمحة. و هو الأمر الذي اعتبره الباحث في التراث الأمازيغي، محند أرزقي فراد بأنّه تحرك شاذ لا تمثل سكان منطقة القبائل الذين يعرف عنهم أنهم أكثر احتضانا للدين الإسلامي والالتزام بتعاليم الدين".