وجهت تركيا تهديداً مبطناً إلى لبنان على خلفية خطف الطيارين التركيين. وتزامناً توعدت المحكمة الدولية بمفاجأة مدوية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري العام المقبل استمر ملف المخطوفين اللبنانيين في اعزاز وخطف الطيارين التركيين في صدارة المشهد السياسي بعد تحذير تركي بلغة دبلوماسية، إلى لبنان من تداعيات سلبية لخطف التركيين على العلاقات الثنائية. جاء ذلك خلال اتصال وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو بوزير الخارجية عدنان منصور وأعرب خلاله عن قلق بلاده الشديد من تداعيات سلبية على العلاقات بين البلدين اذا لم يفرج عن الطيارين مؤكدا ان لا علاقة لتركيا بعملية خطف اللبنانيين في اعزاز. وفيما اعتبرت مصادر سياسية أن كلام داود أوغلو هو تهديد للبنان مغلف بلغة دبلوماسية متسائلة عن نطاق هذا التهديد عملياً، اكدت مصادر في وزارة الخارجية أن داود أوغلو لم يهدد لبنان وإلا لكانت الخارجية التركية استدعت السفير اللبناني في انقرة أو القاعم بالاعمال وحملته رسالة واضحة بهذا الشأن. واعتبرت المصادر ان كلام داود اوغلو لا يعدو كونه ضغطاً دبلوماسياً على السلطات اللبنانية للإسراع في حل مسألة المخطوفين التركيين. من جهته، أكد منصور «رفض لبنان لأي عملية خطف تحصل على اراضيه»، مبدياً «حرص لبنان على متانة العلاقات بين البلدين». وأشار الى «ان المراجع الرسمية والسلطات اللبنانية، ومنذ اليوم الاول لحصول عملية الخطف، يبذلون ما في وسعهم لاجل اطلاق سراح الطيارين التركيين». وأمل منصور التوصل الى نتائج ايحابية في اقرب وقت. وتمنى على داود أوغلو «ان تبذل تركيا جهودها من اجل ايجاد حل نهائي لقضية مخطوفي اعزاز التي مر عليها اكثر من سنة». وتعقيباً على كلام وزير الخارجية التركي، أوضح وزير الداخلية مروان شربل في حديث ل«الأخبار»، أن للدولة التركية طيارين مخطوفين «ومن حقها أن تبحث عنهما من منطلق مسؤوليتها تجاههما، وهذا بالضبط ما ينطبق علينا نحن في لبنان، إذ من حقنا البحث والمطالبة بتحديد مصير المخطوفين اللبنانيين التسعة انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه مواطنينا». وأضاف: «مثلما حررنا التركيين اللذين خطفا في لبنان، قبل نحو عام، نسعى اليوم لتحرير الطيارين». وأوضح أنه «آنذاك لم نبتزّ الأتراك ولم نطلب منهم المساعدة المشروطة بتحرير كل اللبنانيين المخطوفين، وهذا ما سنفعله اليوم. بالتأكيد لن نتهاون في هذه المسألة». وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الايرانية ان داود أوغلو طلب من نظيره الايراني مساعدة طهران لاطلاق سراح الطيارين التركيين. من جهتها، كشفت عضو لجنة المتابعة لقضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز حياة عوالي عن تلقيها اتصالا من صحافية تركية سألتها فيه عن قضية خطف الطيارين التركيين في بيروت. ولفتت إلى أن «الصحافية عرضت عليها الإفراج عن المخطوف عباس شعيب مقابل إطلاق الطيارين» فأجابتها بطلب عودة جميع المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، فطلبت منها الصحافية عندها التّحدث إلى الطيّارين، فسألتها عوالي «وهل يمكنني التحدث هاتفياً إلى المخطوفين؟». ووضعت عوالي هذا الأمر «برسم الدولة التي تنفي علاقة تركيا بالموضوع». من جهة أخرى، شدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خلال استقباله المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على «ضرورة إبعاد المرافق العامة عن أي تحرك يؤدي إلى تعطيلها». ورأت كتلة المستقبل ان جريمة خطف التركيين تمت في منطقة نفوذ حزب الله «المقفلة وأمام أعين اجهزة الدولة، وربما يكون حزب الله اكثر من يعرف تماما مكان احتجاز الرهائن ومن قام بهذه الجريمة»، معتبرة بالتالي ان «عليه المساعدة على تحرير الرهينتين واطلاق سراحهما لأنه ما من شك في أن استمرار الامر سينعكس وبالاً على لبنان وعلى جميع اللبنانيين وسينال لبنان من جرائه الضرر المبين».