الأميركية التي بثت الذعر لأكثر من نصف ساعة بعد ظهر أمس الخميس في واشنطن، هي "شبه معتلة نفسياً" وأم عزباء لطفلة عمرها عام واحد، أجلستها في المقعد الخلفي من سيارة كانت تقودها عندما اصطدمت بحاجز أمني قرب البيت الأبيض. ولم تقف الأميركية السوداء، ميريام كاري، عندما اعترضتها الشرطة عند الحاجز، بل عاندت واستدارت بسيارتها السوداء من المكان وانطلقت بأقصى سرعة، فأطلقوا عليها الرصاص ترهيباً، وطاردوها إلى شارع قريب من مبنى الكونغرس (الكابيتول)، وهناك على بعد كيلومترين من البيت الأبيض سقطت برصاص رجال الأمن الأميركي. شاءت الصدف أن يكون بالقرب الإعلامي خالد خيري، مراسل قناة "الحرة" بواشنطن، وهي أميركية تأسست قبل 9 سنوات وتبث 24 ساعة بالعربية، وكان يعد تقريراً للمحطة عندما تنبه لما هو أهم، فأسرع ومعه المصور داني فركس ليلتقط أول فيديو، وهو الوحيد أيضاً، لإطلاق الرصاص على ميريام حين أطلقت العنان لسيارتها فراراً من الحاجز الأمني قرب البيت الأبيض واتجهت نحو مبنى الكابيتول، فطاردوها. ونقلت معظم وسائل الإعلام الأميركية الفيديو الشهير عن قناة "الحرة"، ويسمع فيه المراسل خيري يجري منبهاً زملاءه في مقر المحطة بالولايات المتحدة إلى خطورة ما يرى ويسمع، طالباً نقل ما يقول في بث مباشر، فكان له ما أراد. وبسبب الحادثة ألغى أوباما رحلة كان سيقوم بها الأسبوع المقبل إلى ماليزيا والفلبين، بحسب ما ذكرت محطة "سي.بي.إس نيوز" الأميركية. والمعلومات تشير تقريباً إلى أن ميريام التي أبصرت النور قبل 34 سنة في بروكلين بنيويورك، كانت معتلة نفسياً، وهي أكملت دراسات عليا وحصلت في 2007 على بكالوريوس في صحة الأسنان والتغذية من كلية في مدينة "ستامفورد" بولاية كونيتيكت في الشمال الشرقي للولايات المتحدة حيث كانت تعمل وتقيم. لكن محطة "إيه.بي.سي" الأميركية نقلت عن إيديللا كاري، والدة القتيلة، أن ابنتها كانت تعاني من اكتئاب بسبب وضعها لابنتها الوحيدة، إريكا، التي أبصرت النور قبل عام، وهو ما يسمونه post-partum depression بالإنجليزية، أو "اكتئاب ما بعد الولادة" الذي قد ينال من بعض النسوة حتى أثناء الحمل أحياناً، وأنها تعرضت لانتكاسة نفسية قبل أشهر حملوها على أثرها إلى أحد المستشفيات. إلا أن أحداً لا يعرف سبب مجيئها إلى واشنطن أمس الخميس بالذات، علماً أن إحدى شقيقاتها الأربع، وهي إيمي المقيمة بنيويورك، ذكرت لصحيفة "واشنطن بوست" أنها تحدثت إليها عبر الهاتف "وكانت قبل يومين في ستامفورد"، على حد قولها. ولم يأت الإعلام الأميركي على معلومات وافية عن شقيقة أخرى لها، كانت لسنوات طويلة برتبة ضابط مهم في قيادة الشرطة بنيويورك، كما لم يورد ما يلبي الفضول من معلومات عن طفلتها التي لم تصب بأي أذى من إطلاق بين 4 و5 رصاصات عند بدء المطاردة، ثم 15 طلقة قرب مبنى الكونغرس، فأردتها رصاصات منها غير معروف عددها داخل سيارتها للحال.