الحزب لا يمانع ويتعاطى بمرونة مع المبادرة قرّرت بعض قواعد “تجمع أمل الجزائر"، المبادرة بخوض الانتخابات المحلية المقبلة تحت ألوان القوائم الحرة، بعدما تسرّب من مصادر عديدة أن الحزب غير معني بالمشاركة في محطة 29 نوفمبر القادمة، رغم عدم اتخاذ أي قرار رسمي حتى الآن بهذا الصدد. لكن الأصداء المستقاة من داخل “تاج" ومحيطه لا تعكس أي استعداد عملي، فضلا عن التحمس لدخول غمار المنافسة المحلية المرتقبة، مما دفع بهؤلاء المناضلين إلى استباق الحدث، واتخاذ احتياطات الترشح حتى لا تفوتهم فرصة الانتخابات. وعلمت “البلاد" من منسقين ولائيين، أن إطارات محلية للحزب تعتزم الترشح للمجالس البلدية والولائية عبر أكثر من ولاية، على غرار باتنة وبسكرة وبشار وڤالمة وغيرها، ضمن قوائم حرة ومفتوحة لكل الكفاءات التي تشاركهم القناعات العامة بشأن رؤية الحزب. أما عن الأسباب الحقيقية التي جعلتهم يستبقون القرار النهائي لهياكل “تاج"، وفي مقدمتها فصل المجلس الوطني في الموضوع، أو على الأقل تعبير الوزير عمر غول عن رأيه بصفة رسمية، فقد أوضح بعض المنسقين المؤقتين ممن اتصلت بهم “البلاد"، أن مئات المنخرطين في صفوف “تجمع أمل الجزائر" كانوا يستعدون للمشاركة في الانتخابات المحلية، من منطلق المساهمة في تحسين شؤون الجماعات المحلية وترقية الخدمة العمومية، وكذا الاستجابة لمطالب المواطنين الذين التفوا حولهم منذ التحاقهم بحزب عمر غول، ومن ثمّة لا يمكن أن يتخلوا عن مسؤولياتهم أمام السكان ويتركوا الساحة فارغة لمرشحين لا يرتقون لتطلعاتهم، مثلما تضيف المصادر. وقد استفسرت “البلاد" لدى بعض قيادات “تاج" عن صحة هذه الأخبار، فبلغنا أن الحزب على اطلاع بكل تفاصيل القضية، بل أكثر من ذلك ربّما يكون قد منح ضوءا أخضر للبعض، ولم يبد أي اعتراض على مبادراتهم، من باب عدم عرقلة طموحاتهم الانتخابية، حتى لا يضعهم في حرج سياسي وأخلاقي مع مواطنيهم. وأكدت مصادر خاصة أن بعض المناضلين ضمن قواعد الحزب أبدوا رغبتهم كذلك في الترشح على قوائم حزبية أخرى، مثلما وقع في ولاية باتنة، حيث توجّه عضو مجلس وطني للترشح مع “حزب الشباب"، لكن قيادة “تاج" ترفض رفضا قاطعا مثل هذه المبادرات الشخصية، مع أنها لم تحدّد بعد كيفية التعامل التنظيمي مع تلك الحالات، في انتظار التئام المجلس الوطني المنبثق عن المؤتمر التأسيسي في أول دورة له، من أجل تزكية مكتب تنفيذي وطني يتولى متابعة كل مهام الحزب المركزية والقاعدية، إضافة إلى ضبط النظام الداخلي لسير أعمال الحزب. وإذا كان مفهومًا إلى حد ما تعاطي قيادة “تاج" بنوع من المرونة الذكيّة مع الراغبين في الترشح الحرّ، كون الحزب ما يزال في طور البناء التنظيمي ولم تثبّت بعدُ قواعده القانونية، علاوة على غرس تقاليده النضالية، فإن الصرامة التي يُبديها “تاج" مع المتجوّلين الانتخابيين تنسجم تمامًا مع ما شاع إعلاميا عن دفع بعض مؤسسيه نحو خيار عدم المشاركة، بهدف قطع الطريق أمام فلول الوصوليين والانتهازيين الذين طمعوا في التدثر الانتخابي ببرنوس “تاج"، خارج سياق القناعات الفكرية والسياسية والمنهجية لمشروع الحزب.