غول يؤكد أن هيكلة مؤسسات الحزب أولوية الأوليات أرجأ عمر غول، قرار المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة إلى غاية استكمال إجراءات اعتماد الحزب بصفة رسمية من طرف مصالح وزارة الداخلية، وأكد رئيس «تجمع أمل الجزائر» أن أولوية الأولويات لدى «تاج» بعد عقد المؤتمر التأسيسي قبل أيام قلائل، تركز على هيكلة الحزب مركزيا وقاعديا، عبر اختيار أعضاء المكتب الوطني وتنصيب هيئات جديدة تخلف التنسيقيات المؤقتة، على حد تعبيره. وبخلاف تصريحات سابقة لقيادات مقربة من الوزير غول، فقد بدا واضحا أمس في أول ندوة صحفية يعقدها زعيم «تاج»، أن هذا الأخير فضل تحاشي التفصيل في هذه المرحلة بشأن الجزم حول دخول تشكيلته السياسية إلى رواق المنافسة الانتخابية المقررة ليوم 29 نوفمبر القادم، حيث تفادى الرجل طرح احتمال المشاركة الانتخابية من عدمه، بل تجاوز الموضوع ضمنيا من خلال حديثه عن أولوية الهيكلة دون سواها، ثم تُحال القضية إلى المجلس الوطني للنظر فيها، على حد قوله. وإذا ثبت في وقت لاحق توجه «تجمع أمل الجزائر» فعليّا إلى عدم المشاركة، فإن هذا القرار سيكون مفاجئا للكثير، وقد يفرض على دوائر عديدة استبقت الحدث في الحكم على حزب غول، لتعيد قراءة الواقع السياسي من جديد، انطلاقا من زوايا مغايرة لتلك الصورة النمطية التي صدرت عما يشبه الأحكام المسبقة، وإذا كان «سيف الزمن» هو التحدي الأكبر الذي يواجه قيادة «تاج» في لملمة وترتيب أوراقها الانتخابية، فإن مراقبين يقرأون في تردد الحزب حتى الآن على الأقل بشأن خوض المنافسة، رغبة واعية من قيادة «تاج» في توفير الوقت الكافي ربّما لبناء حزب قوي على كافة الأصعدة والمستويات، بما يسمح له بتأهيل أفراده وتنضيج قواعده على أسس صلبة، حتى لا يتحول «الفضاء الوطني المفتوح» إلى قبلة مستباحة لفلول الانتهازيين الذين قد يهرولون من كل حدب وصوب، طمعا في «التدثر الانتخابي» ببرنوس غول ورفاقه، ما يعني برأيهم أن «موقفا» من قبيل التفرغ لتثبيت أركان الحزب على اقتحام غمار المحليات قد يفرمل «الوافدين» خارج سياق القناعات المنهجية والفكرية والسياسية التي أعلنتها قيادة «تاج» في أكثر من مناسبة. ومع أنه من السابق لأوانه الحديث عن عدم دخول «تاج» الانتخابات المحلية، لكن تأكيد وزير الأشغال العمومية أمس على أن حزبه لن يكون «تجمعا» للانتهازيين، يمكن أن يؤيد مثل هذا التفكير حسب بعض المتابعين، إذ أن غول شدد في حديثه للإعلاميين على أن قيادة الحزب وضعت أربع شروط أساسية، وهي النزاهة والكفاءة والعمل والمصداقية، كمعايير أولوية لانتقاء كوادر «تاج» وممثليه في الهياكل أو الترشيحات الانتخابية مستقبلا، وهي حسب الرجل الأول في الحزب «مقاييس صارمة» لم تمنح فرصة للمتسلقين والوصوليين، على حد وصفه. من جهة أخرى، كشف رئيس «تجمع أمل الجزائر» أن 75 ٪ من المنخرطين في صفوف حزبه من مختلف الشرائح بما فيها إطارات الدولة وصولا إلى عامة المواطنين، لم يسبق لهم التحزب، بل إن بعضهم لم ينتخب أصلا منذ سنوات، ما يعني أن «تاج» قد تمكن من فتح فضاء لكسر اليأس من جدوى الفعل السياسي، وهذا هو أكبر مكسب، مثلما أضاف المتحدث، كما وعد في نفس السياق بأنه سيقدم وزراء حزبه ونواب كتلته البرلمانية بالأسماء والألقاب عندما يحين الوقت المناسب.