قال إن كل الترتيبات اللازمة في طريقها للإنجاز، من المرتقب أن يعلن عمار غول رسميا عن تأسيس حزبه الجديد في الفاتح من سبتمبر المقبل، ويتوقع أن يكون الإعلان الذي ستحتصنه إحدى قاعات العاصمة في مستوى الزخم الذي تمكن غول من إحداثه وهو يقود الحملة الانتخابية حسب ما أكدته مصادر «البلاد»، على أن تستكمل إجراءات المؤتمر التأسيسي في غضون أيام قليلة من بعد ذلك، ليعقد في منتصف الشهر القادم على أقصى تقدير. وكشفت مصادر مطلعة ل«البلاد» أن الوزير السابق عمار غول قد استقر على خيارات النواة التأسيسية للحزب، والتي ستكون «فسيفساء منوعة» من الشخصيات الحزبية وأخرى من دون انتماء سابق. وأضاف أنه يوجد من بينها قيادات إسلامية سابقة ووجوه محسوبة على التيار الوطني، مؤكدا أنه لن يكون «صورة مطابقة» لحركة مجتمع السلم، أي تشكيلة سياسية، لكن في» ثوب جديد»، موضحا أنه مشروع سياسي مبتكر، يستفيد من «خلاصات» تجربة طويلة في العمل الحزبي وإدارة الشأن العام. كما أكد المصدر أن ثمة شبه إجماع نهائي على تسمية الحزب ب«تجمع أمل الجزائر» الذي سوف يعرف اختصارا ب«تاج»، إلى غاية التئام المؤتمر العام الذي سيفصل في عنوان الحزب وشعاره وأسسه الفكرية وقواعده النظامية، بناء على المقترحات الأولية للجنة التحضيرية، على حد قوله، مشددا على أن الحزب الوليد للنائب غول سيبنى على مقاربة الكفاءات والانفتاح والمشاركة، للاستفادة من كافة الطاقات الوطنية والقدرات السياسية وتوظيفها في خدمة الصالح العام، من خلال المساهمة مع كل الوطنيين في تحمل أعباء التنمية والبناء، على حد تعبيره. وأوضحت مصادر «البلاد» أن الفريق المؤسس قد شرع منذ أيام في ضبط كامل الخطوات الفنية والمادية والتنظيمية لانعقاد المؤتمر في آجاله المقررة، وذلك بالموازاة مع توسيع دائرة التشاور والانفتاح على مختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية. وفيما إذا كان «تجمع أمل الجزائر» ينوي دخول سباق الانتخابات المحلية القادمة، ذكر المصدر المقرب من الوزير السابق أن الأولوية العاجلة موجهة إلى هيكلة الحزب وفق الأسس المعلنة، عبر إنهاء كل مراحل التحضير للمؤتمر التأسيسي وتنصيب هياكله القاعدية، ثم نفتح مسألة خوض المنافسة الانتخابية للنقاش داخل الأطر التنظيمية، لتقرر أين تكمن المصلحة الوطنية، كما قال. وإن كان مراقبون يتوقعون مشاركتهم في الاستحقاق المحلي، كونها الفرصة المواتية لتعبئة المناضلين في أول محطة قريبة. كما أن الحملة الانتخابية ستسمح لهم بالتعبير عن أفكار الحزب ورؤيته الشاملة للعمل السياسي في ظل اللافتة الحزبية الجديدة التي صارت تمثل حزب عمار غول. وتأتي هذه التصريحات العلنية في أعقاب «مرحلة الصمت» التي سبقت اجتماع دورة مجلس شورى حمس التي كان من المزمع لها أن تنظر في مصير الكادر السابق بصفوفها عمار غول رفقة قياديين آخرين، على خلفية ما شاع بشأن توجههم للخروج من الحركة والمبادرة بتشكيل حزب مستقل، قبل أن يشهر هؤلاء استقالتهم في وجوه «أهل الحل والعقد» داخل حمس، حيث وجدت نفسها مجبرة على تعويض مناصبهم الشاغرة بعدما ظلت تحجب الأخبار المتعلقة بالانسحاب، أملا في عدول رفقائهم السابقين عن قرارهم بتطليق الحركة الأم، وبتحديد تاريخ الإعلان الرسمي وعقد المؤتمر وتسمية الحزب الجديد، تكون مجموعة عمر غول قد طوت الصفحة نهائيا ودشنت «طورا مغايرا» سيكون مختلفا عن مسارها السابق من دون شك، وفق ما أدلى بها مقربون من الرجل، في انتظار أن تتكشف «هوية ومنزلة» المؤسسين لهذا الحزب.