تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ومدته 27 ثانية كانت كفيلة بإثبات موت الإنسان جوعاً ونقل الواقع الأليم الذي يعاني منه السوريون في المناطق التي فرض عليها النظام السوري حصاراً محكماً، ومنع عنها كافة المواد الغذائية والأولية التي تكفل أدنى متطلبات استمرار الحياة لأي إنسان. وظهر في الفيديو رجل مسن هزيل البنية، يعاني من انخفاض شديد في الوزن، مع بطن غائر شد عليه حزام بنطاله، ويبدو الإنهاك والتعب الشديدان واضحين على وجهه الذي تبرز منه العظام بشكل ظاهر، ويكسوه جلد رقيق يتغذى على ما تبقى لهذا الرجل من طاقة، إضافة إلى أطراف ذائبة العضلات. "والله ما بعرف".. كان هذا جواب الرجل المسن عن آخر مرة تذوق فيها الطعام، وقال إنه قد يأكل صحن "خبيزة" صغيراً، وطلب من الذي يصوره ألا يضحك عليه، والخبيزة هي فصيلة نباتية معروفة شعبياً تنمو على جوانب الطرق. وطالب ناشطون الائتلاف السوري الذي يعقد مفاوضات "جنيف 2" مع وفد من النظام السوري بإيصال هذا الفيديو للمجتمع الدولي، وفك الحصار فوراً عن المناطق التي يقوم النظام بتجويعها. ويتعرض سكان بعض المناطق والمدن في سوريا إلى حملة تجويع ممنهجة من قبل النظام السوري، لإجبارهم على الرضوخ لمطالبه، وتعتبر أحياء "معضمية الشام"، المعروفة باسم "المعضمية"، وحي "مخيم اليرموك" و"الغوطة الشرقية" من أهم المناطق التي يتعرض سكانها لحملة تجويع شرسة، تسببت بوفيات كثيرة، ناجمة عن الحصار الشديد الذي فرضته سلطات النظام السوري على هذه الأحياء. وتحذر العديد من الجهات الدولية من المجاعات التي تحصل في سوريا نتيجة الحصار المفروض عليها من النظام، وطالبت مجلس الأمن الدولي عدة مرات من النظام السوري بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكن ذلك دون جدوى.