سقط عشرات القتلى والجرحى الاربعاء في قصف جوي وصاروخي مكثف من قوات النظام السوري على مناطق عدة في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما اكد ناشطون استخدام غازات سامة في القصف.وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن "مئات القتلى" من دون ان يكون في الامكان التأكد من الحصيلة من مصادر اخرى.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "بعد منتصف الليلة الماضية، بدأت قوات النظام تصعيدا عسكريا واسعا في منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق تستخدم فيه الطيران وراجمات الصواريخ، ما اوقع حتى الآن عشرات القتلى والجرحى".واشار الى ان الحملة تتركز على مدينة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة، مضيفا انه "القصف الاعنف الذي تتعرض له البلدة منذ بدء الحملات العسكرية للنظام" في المنطقة قبل اشهر طويلة، وان "القوات النظامية تحاول استعادة السيطرة" على المعضمية.وذكر المرصد في بريد الكتروني لاحق ان "الطيران الحربي نفذ سبع غارات جوية على مناطق في مدينة معضمية الشام، ترافقت مع قصف عنيف على معضمية الشام ومدينة عربين ، وسط اشتباكات على أطراف مدينتي معضمية الشام وداريا".كما اشار الى قصف على مناطق في داريا ومدينتي زملكا وسقبا وبلدات جسرين والمليحة وبيت جن بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، والى غارات على مدينة كفربطنا وعين ترما.وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن "مجزرة مروعة" في الغوطة الشرقية "ترتكبها قوات النظام راح ضحيتها عشرات الشهداء والاصابات جراء القصف بالغازات السامة".وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان "سقط مئات الشهداء ومثلهم من المصابين جلهم من المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال نتيجة للاستخدام الوحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم".واضافت ان "النظام وجه باجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين".وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع "يوتيوب" الالكتروني حول القصف يظهر في احدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.وفي شريط آخر، تظهر عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا باغطية بيضاء ممددة على ارض غرفة. في حين يصرخ المصور "ابادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيميائي". ووسط حالة واضحة من الهلع، يسال المصور احدهم "اهلي؟ ابي وامي؟ اين هم؟".ودعا المرصد السوري اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا الى "زيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والاغاثية لهذه المناطق في اسرع وقت ممكن" والتحقيق في ما ينقله الناشطون عن استخدام السلاح الكيميائي.وتوجهت لجان التنسيق "بنداء عاجل الى كل المنظمات الدولية الانسانية بما فيها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل انقاذ المدنيين في غوطة دمشق واسعاف المصابين وفك الحصار الطبي والغذائي المفروض على هذه المناطق التي تغص بالمدنيين".ويستمر القصف حتى الساعة. وافاد صحافيون في وكالة فرانس برس وسكان ان اصوات القصف تسمع في كل انحاء العاصمة، وان سحابة دخان كبيرة تشاهد فوق مناطق الريف القريبة من دمشق.