تغيب الساعدي وسيف الإسلام القذافي عن جلسة اليوم الاثنين من محاكمتهما، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين في نظام الزعيم الليبي السابق التي انعقدت في طرابلس. وكان الصديق السور، رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي، قد كشف لوكالة "رويترز" أن الساعدي لن يمثل أمام المحكمة اليوم لأن التحقيقات ما زالت جارية، إلا أنه أوضح أن "الإجراءات مستمرة ضد الآخرين". وأضاف أن السلطات ستتخذ قراراً بشأن جعل محاكمة سيف الإسلام علنية أم مغلقة. وكان من المتوقع أن يظهر سيف الإسلام الذي تحتجزه ميليشيات سابقة في الزنتان (غرب ليبيا) أمام المحكمة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة. ورغم تغيب نجلي القذافي، فقد ضم قفص الاتهام العديد من المسؤولين السابقين في نظام القذافي، منهم رئيس جهاز المخابرات عبدالله السنوسي ورئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي ووزير الخارجية السابق عبدالعاطي العبيدي. كما كان حاضرا في المحكمة بوزيد دوردة رئيس المخابرات الخارجية السابق. وعززت الإجراءات الأمنية حول سجن الهضبة حيث تجرى المحاكمة التي يواجه فيها الساعدي وسيف الإسلام القذافي وأكثر من 30 مسؤولاً سابقاً في النظام السابق اتهامات بالفساد وارتكاب جرائم حرب. وفي سياق متصل، تشعر المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى بقلق بشأن نزاهة نظام العدالة الليبي على الرغم من أن الحكومة حصلت العام الماضي على حق محاكمة السنوسي رئيس جهاز المخابرات السابق في ليبيا بدلاً من المحكمة الجنائية الدولية. وقالت حنان صلاح، الباحثة الليبية في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنه إذا لم يحصل المتهمون على محاكمات نزيهة فسيثير ذلك شكوكاً فيما إذا كانت ليبيا الجديدة تمارس العدالة الانتقائية. وأضافت أنه توجد حتى الآن مشكلات في التمثيل القانوني حيث إن كثيرين ممن يحاكمون ليس لهم محامون من البداية، وهو ركن أساسي لإجراء محاكمة عادلة. وكشفت صلاح أن هناك حالات عديدة لا يسمح فيها لمحامي الدفاع بمراجعة الأدلة أو الاطلاع على وثائق المحكمة في مرحلة ما قبل المحاكمة. ومن جهته، أصر وزير العدل الليبي صلاح المرغني على علانية المحاكمة لضمان نزاهة العملية، مؤكداً أنها ليست محاكمة هزلية.