سردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تفاصيل حول فشل خمسة من قادة الشاباك في اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف أثناء ترأسهم لقيادة الجهاز، مشيرةً إلى أن الضيف هو المسؤول الشخصي عن تطوير قدرات حماس العسكرية. وقالت الصحيفة في تحقيق مطول عن الضيف: "لقد بدأ العمل الجاد والتطوير على يد محمد الضيف في العام 2000 عندما نشب جدل حول قدرة القسام على تصنيع صواريخ بعد التشاور مع القيادة، والتي على إثرها كلف الضيف عدنان الغول بقيادة المبادرة". وأشارت إلى أن أول صاروخ تمت تجربته كان في عام 2001 بحضور صلاح شحادة القائد العام السابق لكتائب القسام، مشيرةً إلى أن الضيف قفز وفرح بالصاروخ، إلا أنه نجى من محاولة اغتيال برفقة عدنان الغول. وبحسب يديعوت فقد تعرض الضيف في وقت لاحق لعدد من محاولات الاغتيال أدت لإصابته في يده وقدمه وعينه، إلا أنه استمر في الابتكار والعمل وصولاً للحال الآن في قطاع غزة. وشددت على أنه لا يمكن الاستخفاف بتصريحات الضيف فقد صدق عندما قال مؤخراً :" المقاومة نجحت في مباغتة الجيش بالأنفاق وعدد الصواريخ ومداها". وأكدت الصحيفة أن الضيف طبق دروسًا مستفادة من لبنان، ومنها ايجاد احتياطات في كمية واخفاء الصواريخ في قطاع غزة، بالإضافة لبناء تحصينات في الشوارع وداخل المدن. وشددت يديعوت على أن الضيف نجى من محاولات اغتيال نفذها 5 من قادة الشاباك رغم حصولهم على موافقة رسمية باغتياله. وقد كان أول رؤساء الشاباك تضررًا من الضيف الذي اتهمه بتنفيذ عملية فدائية هو يعقوب بيري الذي كان أول من أعلن أن محمد الضيف مطلوب لإسرائيل. وتساءلت الصحيفة :"هل يبقى الضيف لما بعد انتهاء ولاية رئيس الشاباك الحالي أيضا ليعيد تجهيز حركة حماس جيدا، وتكون أكثر تصميما وجاهزية وذكاء لأنه لا يؤمن بسلام أو هدنة مع إسرائيل لمدة طويلة". ونقلت الصحيفة عن أحد قادة الشاباك تأكيدهم أن شعبية محمد الضيف تأتي لأنه يخرج من تحت الرماد وينهض ليكمل طريقه، الأمر الذي جعل الشارع الفلسطيني يقف خلفه بشكل كبير. وزعمت الصحيفة أن تدمير الجيش لمنزل الضيف في خانيونس بصاروخ زنته طن رغم علم الجيش أن المنزل فارغ بمثابة رسالة لأنه سيأتي اليوم الذي يغتال فيه. وأوضحت أن ما يمنع اغتياله أنه يحافظ على بيئة أمنية خاصة به ولا يحمل الهواتف ولا يستخدم الحواسيب، بل يتواصل عبر المشافهة أو بالرسائل الورقية. ونوهت الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن الصهيونية تقدر أن الضيف سيبادر لتطوير الكوماندوز البحري بعد اعتراض القبة الحديدية للصواريخ التي تطلق من غزة. محاولات الاغتيال : وقالت الصحيفة أنه في 26 سبتمبر 2002 رصد عميل للشاباك محمد الضيف يستقل سيارة في شارع الجلاء فأطلقت طائرة "أباتشي" صاروخين على السيارة فقتل اثنان من حراسه وأصيب ثلاثون من المارة لكن الضيف نجا رغم إصابته بحروق قاسية بنسبة 80٪ وفقد عينه وأصابت رأسه شظايا ما زالت تسبب له أوجاعا حتى اليوم. وزعمت الصحيفة أن الخوف من الملاحقة الاسرائيلية منع الضيف من التوجه للمشفى بينما عولج تحت رعاية القيادي محمود الزهار وبعدها على يد أطباء قطريين. وأكدت أن الجيش حاول اغتيال الضيف في السادس من سبتمبر من العام 2003 عندما قصف منزلا كانت تجتمع فيه قيادة حماس لكنه نجا مع جميع قادة حماس. وأضافت "في 12 جويلية 2006 علم الشاباك أن الضيف سيزور منزل عائلة أبو سلمية، وبعد وصوله قصف المنزل وأصيب بجراح متوسطة، لكنه اضطر للتوقف لعامين عن العمل وذهب إلى مصر للعلاج، وعين الجعبري خلفاً له، وفق الصحيفة. وزعمت الصحيفة أن الشاباك توقع موت الضيف خلال شهور قليلة إلا أنه فاجأ الاحتلال بقدرته على العمل واستخلاص العبر وتطوير القدرات القتالية، التي تعد الأنفاق أبرز معالمها.