في لحظة ما أثناء رحلتها من إندونيسيا إلى سنغافورة، الأحد الماضي، وعلى متنها 155 راكباً وطاقم من 7 أفراد، بينهم قائدها الإندونيسي ومساعده الفرنسي، اختفت طائرة "ايرباص أي- 320" التابعة لشركة "ايرآسيا" عن شاشة موقع يرصد برادار "ديجيتال" رحلات الطيران المدني على مدار الساعة حول العالم، ولم تعد تظهر فيه وهي تحلق فوق "بحر جاوة" الإندونيسي في طريقها إلى مطار "شانجي" بسنغافورة. كانت لحظة مأساوية لمن تابع تحليقها من ذوي الركاب، ومعظمهم كان يستعد للمضي إلى المطار السنغافوري ليستقبل فيه من كان ينتظر وصولهم إليه، وهي لحظة نراها في فيديو بثه موقع Flightradar 24 الراصد للطائرات المدنية ورحلاتها، وتعرضه "العربية.نت" بعد أن تم عرضه في "يوتيوب" وتداولوه في مواقع الأخبار والتواصل. وتم تسريع الفيديو بحيث تبلغ مدته دقيقتين تختصران ساعة تحليق للطائرة التي بدأت رحلتها من مطار "جواندا" الدولي في مدينة "سورابايا" الواقعة إلى الشرق من جزيرة "جاوة" الإندونيسية، حيث كان كل شيء طبيعياً وهي تشق طريقها مع طائرات أخرى تعبر معها الأجواء، إلا أننا نراها تتوقف فجأة عن التحليق وتتلون بالأحمر، بينما تتابع بقية الطائرات إلى وجهاتها، وبعد وقت قصير أعلنوا عن اختفائها فوق "بحر جاوة" الذي سبق لأعماقه أن استقبلت طائرات وسفناً حربية بالعشرات غرقت فيه. والبحر الواقع بين الجزر الإندونيسية بورنيو وجاوة وسومطرة وسولاويسي، كبير ومعقد الأعماق، فمساحته أكثر من 320 ألف كيلومتر مربع، طبقاً لما قرأت عنه "العربية.نت" في موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، وفيه تضاريس وكهوف تحت مياهه، وشهير باحتواء أعماقه على حطام عدد من الطائرات والسفن الحربية التي استقرت فيها بعد معركة جرت في فبراير 1942 ودمرت فيها القوات اليابانية قوات الحلفاء خلال هجومها في الحرب العالمية الثانية على الجزر الإندونيسية.