ذكرت صحيفة بيلد الالمانية اليوم الجمعة بعد الاطلاع على وثائق رسمية ان مساعد الطيار الالماني للايرباص ايه-320 التابعة لشركة جيرمان وينغز اندرياس لوبيتس عانى من اكتئاب حاد قبل ست سنوات وكان يخضع بانتظام منذ ذلك الحين لمتابعة طبية. وكتبت الصحيفة التي اطلعت على وثائق للهيئة الالمانية للإشراف على النقل الجوي (ال بي ايه) ان مساعد الطيار مر ب"اكتئاب خطير" عام 2009 وخضع لعلاج نفسي. وتابعت الصحيفة ان الشاب كان يخضع لعلاج "طبي خاص ومنتظم" مؤكدة ان هذه المعلومات نقلتها مجموعة لوفتهانزا، الشركة الام لجيرمان وينغز، الى هيئة الطيران. وكان رئيس لوفتهانزا كارستن شبور افاد الخميس ان اندرياس لوبيتس قطع تدريبه على الطيران الذي بدأه عام 2008 "لبعض الوقت" بدون اعطاء المزيد من التوضيحات. ثم استأنف اعداده بشكل طبيعي قبل ان يبدأ بالعمل على طائرات ايرباص ايه-320 عام 2013. وبحسب الصحيفة، فإنه كان يعاني عند وقف اعداده من "اكتئاب ونوبات كرب". وذكرت صحيفة بيلد ان عالما نفسيا سيدقق الجمعة في وثائق سلطات الاشراف على النقل الجوي، قبل نقلها الى السلطات القضائية الالمانية التي ستسلمها الى المحققين الفرنسيين. وكان الشاب المتحدّر من مدينة Montabaur في Rhénanie-Palatinat في ألمانيا، يعش مع أهله فيما يملك في الوقت نفسه شقة في دوسلدورف التي تشكّل قاعدة مهمة لشركة "جرمان وينغز" والوجهة التي كان يُفترَض بالطائرة المنكوبة بلوغها بعد انطلاقها من برشلونة في إسبانيا، بحسب ما صرّح عمدة المدينة الصغيرة، غابريال ويلاند، لوكالة الصحافة الألمانية DPA. وقد صرّح بريس روبن: "إنه ألماني الجنسية ولا تحوم شبهات حول ضلوعه بأعمال إرهابية. هناك تعاون وثيق بين الشرطة الفرنسية والسلطات القضائية والشرطة الألمانية للتقصّي عن البيئة التي عاش فيها مساعد الطيار". وكان أندرياس لوبيتز عضواً في نادي الطيران الخاص LSC Westerwald، وكان من هواة رياضة العدو، بحسب تصنيفات السباقات التي شارك فيها. هذه العناصر لا تتيح، في الوقت الحالي، الإضاءة على الدوافع التي جعلت الشاب لوبيتز يتصرف على هذا النحو. فقد قال كارستن سبوهر: "حالياً، لا يمكننا سوى التكهّن حول دوافع الحادث، لا نعرف ما الذي دفع مساعد الطيار إلى القيام بهذا الأمر". ولفت إلى أنه "ليس بإمكان أي منظومة في العالم أن تمنع" ما قام به مساعد الطيار، مضيفاً: "أياً تكن الإجراءات الأمنية التي قد تتخذها الشركة، ومهما بلغت دقّة الإجراءات، لا شيء يمكن أن يمنع مثل هذا الفعل المعزول" واعلن المحققون الفرنسيون الخميس ان مساعد الطيار تسبب عمدا بسقوط الطائرة وارتطامها بجبال الالب، ما اوقع 150 قتيلا. وفتشت الشرطة الالمانية مساء الخميس منزلي لوبيتس في غرب المانيا. وتسببت هذه الكارثة بصدمة هائلة في المانيا وباقي اوروبا وعمت مشاعر الغضب والذهول عند الكشف عن المعلومات بشأن مساعد الطيار الخميس. من جهة اخرى ذكرت بيلد نقلا عن مصادر امنية ان الطيار حاول اثناء هبوط الطائرة كسر باب قمرة القيادة بواسطة فأس. واوردت الصحيفة ان الطيار استخدم فاسا كانت على متن الطائرة لمحاولة كسر الباب المصفح ومنع وقوع الكارثة فيما اوضح متحدث باسم شركة جيرمان وينغز للصحيفة ان الفاس "هي من ضمن التجهيزات الامنية على متن طائرات الايرباص ايه-320". وعلى عادته، أدرك تنظيم داعش، أنه لا حياة له ولا وجود خارج الفضاء الاتصالي، والشبكات، وفي ظل الوضع الراهن، الذي تطبق فيه الضربات الجوية والعمليات العسكرية المختلفة على التنظيم الإرهابي، سطا داعش ببساطة على حادثة سقوط الطائرة الألمانية فوق جبال الألب الفرنسية، الخميس، بإطلاق صفحة باللغة الفرنسية، بعنوان" دعماً لاندريس لوبتز بطل داعش" على فيس بوك، قبل إغلاقها بعد وقت قصير من إطلاقها، وفق ما أوردت قناة العربية، على موقعها. ولأن الحضور على شبكات التواصل عند التنظيم أهم من الحقائق على الأرض، لم يتوان داعش عن اختطاف قضية الطائرة ومساعد الطيار الذي انتحر، وأخذ معه في رحلته المجنونة، 150 ضحية بريئة. ورغم أن كل المؤشرات تشير إلى أنه لا علاقة للطيار الألماني الشاب بأي تنظيم سواءً كان متطرفاً أو سياسياً، ورغم أنه وبشهادة المحققين الألمان لم يكن له أي صلة بتنظيم مثل داعش، إلا أن التشكيل الإرهابي لم ير غضاضة في السطو على هذه الحادثة، خدمة لأهدافه، في ظل الحصار المتزايد الذي فرض عليه، واقعياً وافتراضياً.