كان سعد المجرد مطرباً شاباً يحيي حفلاتٍ متواضعة ويتمتّع بقاعدة جماهيرية بسيطة لا تتعدّى حدود وطنه الأم المغرب، إلى حين عرف تغييراً جذرياً قلب حياته رأساً على عقب. أغنية "انت باغية واحد" التي حقّقت نجاحاً كاسحاً عام 2014 وسجّلت أكثر من مليونيْ مشاهدة على موقع "يوتيوب" في ظرف أيّامٍ قليلة، كانت الحدث المبدّل في مسيرة هذا النجم المغربي، حيث ساهمت في توسيع آفاق شهرته التي إمتدت لتطال كافة الدول العربية وحتى العالمية. وبعد إطلاق هذه الأغنية الناجحة، أصبح سعد سفير الأغنية المغربية وبات الجميع يتابع أخباره ومشاريعه وحفلاته بشكلٍ دائم. ولكن قليلون هم من يتذكّرون بداية هذا الشاب الوسيم الذي أحبّ الموسيقي وعالم الغناء منذ نعومة أظافره نظراً إلى أنّه نشأ بين أحضان عائلة فنية على رأسها والده النجم البشير عبده ووالدته الممثلة نزهة الركراكي. وإذا عدنا في الزمن إلى الوراء وتحديداً إلى عام 2007، لتذكرنا أنّ هذا المطرب البالغ من العمر ال 30 عاماً اليوم، كان قد أطلّ على الجمهور العربي للمرة الأولى من خلال مشاركته في برنامج "سوبرستار" لإكتشاف المواهب الغنائية. سعد حمل الرقم 44269 في تجارب الأداء وقدّم أغنية "مشيت خلاص" للنجم وائل جسار بإحساسٍ مرهف فحصل على الموافقة الفورية وإنتقل إلى المرحلة المقبلة حيث إعتلى المسرح أمام ملايين المشاهدين وقدّم مجموعة من الأغاني في سياق الحلقات على أمل أن يُقنع الجمهور بالتصويت له. وتميّز هذا الشاب في البرنامج بعفويته وطرافته ونجح بأداء مقاطع غنائية تعود إلى عمالقة الفن، فكانت ردود فعل اللجنة إيجابية ومشجعة في معظم الأحيان كما وأطلق الجمهور عليه عدداً من الألقاب منها "خوليو العرب". وأبهر سعد المجرد الجميع بخامته الصوتية المميزة وقدرته على تقديم كافة الألوان واللهجات، فكان الجمهور الحاضر في الإستديو يهتف إسمه ويشجعه في كلّ مرة كان يعتلي فيها المسرح لتقديم وصلته. وعلى الرغم من أنّه لم ينل اللقب، عمل سعد على تطوير نفسه وأطلق مجموعة من الأغاني كان أولها "واعديني" تبعها "انت باغية واحد"،"مال حبيبي مالو" وآخرها "لمعلم" التي قلبت المقاييس. وبالفعل، نجح هذا الفنان المغربي بحفر إسمه على جدار النجومية ومنافسة أهم الفنانين حتى بعد مرور فترة لا تُعدّ بطويلة على تواجده على الساحة.