مطربون يتحولون إلى منشدين في رمضان دخل العديد من الفنانين العرب في المنافسة على آداء الأناشيد الدينية المخصصة لشهر رمضان لتعرض على الشاشات العربية وقرر بعض المطربين عدم الإكتفاء بأنشودة واحدة وإصدار ألبومات كاملة بعد الزجاج الكبير الذي حققه ألبوم المطرب اللبناني وائل جسار "في حضرة المحبوب" إذ لاقى إقبالا جماهيريا كبيرا في أول تجربة له مع الإنشاد الديني، حيث انتهى مؤخرا بالإضافة إلى الفنان اللبناني رضا من تسجيل 90 رباعية دينية من كلمات نبيل خلف، وألحان وليد سعد. ظاهرة إنشاء المغنين والمطربين في رمضان بدت وكأنها فرصة للظهور خلال الشهر الفضيل على الشاشات العربية، ومن أجل الحفاظ على قداسة شهر الصوم قرر البعض تجربة عالم الإنشاد وآداء مدائح وأغاني دينية في شكل منفرد أو في ألبومات كاملة تدعو للتوبة والتسامح وحب الله، وربما يعود سبب غلاء بورصة الأغاني الدينية في رمضان إلى امتناع الجمهور العربي عن الإستماع إلى الأغاني الراقصة والأغاني بشكل عام. وتتميز هذه الأغاني الدينية المناسبية بألحان عذبة شجية تطرب السامع، كما أن الكليبات التي صورت لها تتميز بالإحتشام والصفاء، على عكس ماعودنا عليه من قبل بعض هؤلاء أنفسهم من عري وابتذال، إذا صور معظمها في أماكن طبيعية عامة أو في أماكن عبادة ظاهرة ويرتدي المغني ملابس بيضاء فضفاضة تعبيرا عن النقاء كما هو الحال مع المطربة التونسية لطيفة العرفاوي، التي بدت مختلفة في زيها الأبيض الفضفاض والخمار الذي يغطي نصف رأسها، والذي ظهرت به في الإبتهالات الأخيرة التي ستعرض في قنوات "إي آر تي" خلال شهر رمضان والتي كتب كلماتها الشاعر الغنائي حاتم القيزاني ولحنها هاني دمق، وتتناول الكثير من المواضيع الإنسانية في حياتنا اليومية من وجهة نظر دينية كقيم التسامح والتعاون والتكافل الإنساني مهما اختلفت الأعراق والأديان والعادات والتقاليد. وقد أثارت إعلانات الأغاني والأناشيد الدينية حفيظة الشارع العربي الذي يقول أن بعض هذه الأسماء ليست جديرة بالتغني بمدائح دينية يخالف مضمونها حياتهم اليومية الصاخبة، مشيرين أنه من الصعب على الجمهور تصديقهم بعد أن عملوا طيلة السنة على تقديم أغاني الحب والغزل والكليبات الهابطة، ليعكفوا فجأة خلال رمضان على التضرع والتوسل من خلال الإبتهالات والأغاني الدينية. تذكر هذه الظاهرة السريعة الإنتشار في أوساط المغنين والمطربين العرب بسنوات الخمسينات والستينات التي انتشرت فيها أيضا الأناشيد الدينية والإبتهالات التي يؤديها مغنين كبار، حيث قرر العديد من الفنانين النجوم خوض تجربة الإنشاد الديني التي ربطوها مع رمضان كالفنانة اللبنانية "ديانا حداد" التي انتهت مؤخرا من تصوير أنشودة "يا هدية من ربنا" مع المخرج محمد جمعة الذي اختار تصويرها في أحد الأستوديوهات بدبي ومن إنتاج ديانا حداد التي قالت أن هذه الأغنية هي مشاركتها الخاصة في الشهر الفضيل ونوع من التواصل الروحي الإنساني مع الجمهور خلال أيام تعتبرها من أفضل أيام السنة، كما تشتغل الفنانة السورية "رويدا عطية" حاليا تصوير أغنية "ما تملكني الدنى" فيديو كليب في بعض القرى اللبنانية والعامصة بيروت وهي من كلمات حسان المنجد وألحان هيثم زياد وتوزيع طوني سابا. وينضم الفنان المغربي عبد الفتاح الجريني إلى قائمة المطربين الذين قاموا بغناء أدعية دينية لشهر رمضان وسجل 10 أغاني دينية، كما لم يضع نجم الراب الأول في الجزائر هو الآخر ركوب موجة الأناشيد الدينية وأعلن أنه سيطرح خلال شهر رمضان أنشودة دينية بعنوان "آمنت بالله" بالإضافة إلى آخر ألبوماته "الرسالة" الذي سيوجه للشباب كرسالة إجتماعية.