قرابة 300 ألف دينار أو ما يفوق 150 ألف دولار، من الخبر تذهب يومياً إلى المزابل في تونس، حيث تنتج المخابز التونسية يومياً قرابة 5 ملايين "خبزة" منها 3,5 ملايين من الأصناف التي تدعمها الحكومة. ويشتري التونسيون يومياً أكثر من 5 ملايين "خبزة" و"باقيت"، وهو نوع من الخبز الفرنسي، باعتبارها الغذاء الرئيسي لسكان تونس الذين يتجاوز عددهم 10 ملايين نسمة. وتجد الحكومة صعوبة كبيرة في الحد من خسائر تبذير الخبز وتداعياته على نفقات الدعم رغم إلحاح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على رفع الدعم عن الخبز منذ سنة 2007. وأعلن المعهد الوطني للاستهلاك (مؤسسة حكومية) عن برنامج جديد للحد من التبذير في مادة الخبز خاصة في شهر رمضان التي يرتفع فيها نسق استهلاك أحد أصناف الخبز الفرنسي "الباقات" إلى 135%. وسيقوم المعهد بداية من الاسبوع المقبل بتوزيع حوالي 70 ألف كيس لحفظ الخبز بشكل مجاني على المستهلكين. وتحمل الأكياس الورقية رسائل توعوية حول الموازين القانونية وسبل ترشيد الاستهلاك وتقليص استعمال السكر وترشيد استهلاك الخبز. ولإشباع نهم مواطنيها للخبز الفرنسي تستورد تونس سنوياً كميات تتراوح بين 800 ألف طن ومليون طن من القمح الليّن تتزوّد بها بشكل رئيسي من فرنسا وايطاليا وأوكرانيا وروسيا. كانت شراهة التونسيين الكبيرة للخبز الفرنسي واعتمادهم عليه بشكل رئيسي في معيشتهم وراء اندلاع واحدة من أعنف الثورات في تاريخ تونس المستقلة تعرف باسم "أحداث الخبز". فقد ثار الشعب التونسي على الرئيس السابق الحبيب بورقيبة بعد أن أعلنت حكومته زيادة أسعار الخبز ومشتقات الحبوب بناء على توصيات صندوق النقد الدولي.