طالبت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، على لسان رئيسها محمد تومي، بإعادة القيمة للخبز كثروة وطنية مهدورة، وهذا عبر رفع سعر الخبز إلى عشرين دينارا مع التحسين في الميزان والنوعية، وهذا بهدف وضع حد لحملة الهدر العام التي تتعرض لها هذه المادة الحيوية المدعمة من طرف الدولة.. مقابل أن تنتهي في المزابل. وأكد محمد تومي، في اتصال مع ”الفجر”، أن استهلاك الجزائريين للخبز يتضاعف خلال رمضان إلى 3 أضعاف مقارنة بباقي أيام السنة، رغم أن شهر الصيام فرصة للاقتصاد وترشيد الاستهلاك. لكن عكس كل دول العالم الجزائريون يتضاعف استهلاكهم لمختلف المواد الغذائية، خاصة الخبز، وأكثر من نصف هذه المادة ينتهي بها الأمر إلى المزابل!. وفي سياق آخر كشف المتحدث أن الفيدرالية بصدد الإعداد لحملة إعلامية للتحسيس بمخاطر هذه الظاهرة التي أخذت في الاستفحال، بشكل يدعو إلى التنبيه إلى الأخطار الناجمة عن إهدار ثروة وطنية ومصدر اقتصادي هام. الدعم يستفيد منه المهربون والمنتجون الأجانب ب30 بالمائة من جهته أكد حاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين، أن معدل استهلاك الخبز لدى الجزائريين يبلغ مداه في شهر الصيام ، حيث يصل إلى مليار و400 خبزة، في حين لا يتجاوز هذا المعدل في باقي أشهر السنة 45 مليون خبزة، في حين تجد بين 4 و 5 ملايين خبزة خلال اليوم الواحد في رمضان طريقها إلى المزابل وتصل إلى 120 مليون خبزه مع نهاية الشهر. وأضاف المتحدث أن الدولة مجبرة اليوم على إعادة النظر في سياسة الدعم الحالي، لأنها لا تستهدف المواطن بقدر ما يستفيد منها المهربون وبارونات التحويل، وكذا المنتجون الأجانب بنسبة 30 في المائة. من جهة أخرى، قال بولنوار إن التقديرات تشير إلى أن 70 في المائة من حالات التبذير الحاصلة في المواد المدعمة سببها العائلات الميسورة. وأضاف المتحدث أن التبذير في المواد الغذائية لا يمس فقط الأسر والعائلات لكن يتعدها إلى المطاعم العامة والمستشفيات والأحياء والمطاعم الجامعية. كما تسجل العاصمة والمناطق الحضرية أعلى نسبة تبذير في استهلاك الخبز، مقارنة بالمناطق الريفية التي تستعمل الخبز ”البايت” كعلف للأغنام والمواشي. والجدير بالذكر أن ظاهرة تبذير أو رمي الخبز أخذت في الاستفحال عبر الشوارع وأزقة المدن الجزائرية تأخذ أوجها في رمضان، حيث يصاب أغلب الجزائريين ب”الوحم الرمضاني” في اقتناء الخبز بمختلف الأشكال والأنواع لينتهي في نهاية اليوم إلى المزبلة، أين يجد عمال ”نات كوم” أنفسهم مجبرين على انتشال أكوام من الخبز ووضعها جانبا من أجل أن يأخذها مربو الأغنام والدجاج. تحت تأثيرالصيام يجد جزائريون أنفسهم منقادين إلى الشراء الجنوني للخبز بمختلف أنواعه وأشكاله، لكن أغلب تلك الأنواع يكون مصيرها القمامة في مشهد الأكياس المتراكمة عبر الشوارع، حيث تشير تقديرات اتحاد التجار إلى أن المزابل الجزائرية تلتهم قرابة مليار دج من الخبز خلال شهر الصيام، وهذا بسبب اللهف وغياب ثقافة الاستهلاك. مليار سنتيم من الخبز ترمى في القمامة تشير دراسات اقتصادية في هذا السياق إلى أن الجزائري يستهلك بين 500 و900 غ من الخبز، في حين يصل حجم التبذير إلى 150 و 200 غ يوميا. وتصنف الجزائر بذلك أول دولة في العالم مستهلكة للخبز. وهناك تقديرات أخرى تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث تشير دراسة منشورة من قبل الهيئة الوطنية لترقية الصحة ”فورام” إلى أن المزابل في الجزائر تلتهم ما قيمته 35 مليار سنتيم من الخبز في رمضان، أي بعملية حسابية بسيطة هناك قرابة مليار سنتيم من الخبز ترمى في القمامة خلال رمضان.