رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين قلفاط يوسف ل''الخبر'' ''الخبز ليس مدعّما فعليا وسعر الفارينة محدّد بالسعر نفسه للجميع'' /حوالي 7,2 مليون خبزة لا تستهلك يوميا وتذهب لوجهات مختلفة تكشف التقارير الدورية الصادرة عن هيئات دولية، منها منظمة الأممالمتحدة للزراعة والتنمية، وأخرى جزائرية، أن حصة استهلاك الخبز في الجزائر تعدّ من بين الأهم في منطقة جنوب حوض المتوسط، حيث تتراوح ما بين 65 إلى 70 مليون خبزة، بمعدل 8 ,1 خبزة للفرد الواحد يوميا، كما تعتبر حصة الجزائري من الحبوب من بين الأهم، أيضا، حسب تقدير منظمة ''الفاو''، نظرا لاستهلاك الخبز. ويعرف استهلاك الخبز فترات ذروة، وخاصة خلال شهر رمضان، حيث تصل مستويات الاستهلاك إلى 70 مليون خبزة يوميا، لكن الخبراء يشيرون إلى أنه من الصعب في الجزائر تحديد مقدار الاستهلاك بدقّة ، نظرا لعوامل عديدة، من بينها غياب الإحصاء الفعلي للإنتاج وتواجد شبكة للتسويق خارج دائرة المخابز، سواء في المتاجر أو السوق الموازية، يضاف إلى ذلك عدم احترام الوزن الفعلي للخبزة الواحدة المقدرة نظريا ب250 غرام. ومع ذلك يظل الجزائري من أهم مستهلكي الخبز في المنطقة، وتتراوح الكميات المسوقة ما بين 65 و70 مليون خبزة في اليوم الواحد، على مستوى حوالي 20 ألف خباز وبائع للخبز منتشر عبر التراب الوطني، مع تباين في التقديرات الإحصائية لصعوبة حصر النشاط، ومزاولته من قبل العديد من بائعي الخبز بطرق غير رسمية. اعتبر رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، قلفاط يوسف، أن غياب ثقافة استهلاكية، أو نقصها، وراء رمي كميات كبيرة من الخبز وعدم التحكم في استهلاك الأسر لهذه المادة الحيوية، مشيرا إلى أن ما معدّله 7, 2 مليون خبزة يوميا لا تستهلك، ويكون مآلها إما مربو الدواجن والمواشي أو حتى المزابل. أوضح رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، قلفاط يوسف، ل''الخبر'': ''قضينا سنوات عديدة نمتهن حرفة صناعة الخبز، لذلك نتكلم من منطلق واقع نعايشه، لا كمسؤولين عن الاتحادية التي تجمع مهنيين وحرفيين. وحاليا، نمثل 12 ألف خبّاز، منقسمين إلى ثلاثة أصناف، الخبازين وصانعي الحلويات وحرفيي المخابز، وهؤلاء ينتجون، حاليا، أكثر من 27 مليون خبزة يوميا، موجهة للاستهلاك''. في السياق، أكد المسؤول نفسه أن ''هناك جزءا معتبرا من الخبز غير مستهلك، وينم ذلك عن نقص في الوعي وفي ثقافة الاستهلاك. فالخبز مادة استهلاكية مهمة وتتناوله كل الشرائح، سواء الغني أو الفقير. ووفقا لتقديراتنا، فإن نسبة ما يتبقى من الخبز المنتج وغير المستهلك تصل إلى 7,2 مليون خبزة يوميا، نسبة منها تتوجه إلى شبكات إعادة التسويق والرسكلة لفائدة مربي الدواجن والمواشي، ويتكفل بها أشخاص يقومون بالجمع في أماكن مختلفة، ونسبة أخرى نعتبرها قليلة تذهب إلى المزابل''. ولاحظ قلفاط أن ''هناك جهات عديدة تمثل نسبة كبيرة في بقاء كميات خبز غير مستهلكة، منها المطاعم العمومية ومطاعم المؤسسات والجامعات، لكن، أيضا، جزء من الأسر التي لا تضبط استهلاكها اليومي''، مضيفا ''المدن الكبيرة تبقى في الطليعة في نسبة فضلات الخبز، على رأسها العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة، وكلما اتجهنا إلى المناطق الداخلية والمدن الصغيرة كلما قلّت هذه الظاهرة، لوجود استرجاع الخبز وإعادة استهلاكه''. وبخصوص تسعيرة الخبز وقضية الدعم، شدد المسؤول نفسه على أن الخبز، في الواقع، غير مدعم، فحتى الفارينة التي يقال إنها مدعمة تسوق للجميع بالتسعيرة نفسها، وعليه، كيف يمكن القول بأنها مدعمة، بينما سعرها مقدر ب2000 دينار للجميع دون استثناء، أما المدخلات الأخرى فإن أسعارها حرة، ويتم إنتاجها من قِبل الخواص أو استيرادها. وفقا لتكلفته النهائية والزيادة في المدخلات السعر الحقيقي للخبز يقدّر ب 69,9 دينار جزائري قامت الاتحادية الوطنية للخبازين بإعداد تقرير شامل حول تركيب أسعار الخبز، وفقا لتطور أسعار المدخلات ومختلف الأعباء الملحقة بها، وخلص التقرير، الذي سلّم لوزارة التجارة، إلى أن السعر الحقيقي للخبز يقدر ب 96, 9 دينار، علما أن عددا من الخبازين يسوّق الخبز ب01 دنانير، بدلا من السعر المحدد له أي 50, 8 دينار. ولاحظ مسؤولو الاتحادية أن العاصمة، بالخصوص، هي التي ينتشر فيها هذا السعر، بينما الولايات المتبقية تشدد فيها الرقابة على التسعيرة، ويقدر وزن الخبزة الواحدة ب250 غرام، إلا أن الملاحظ، أيضا، وباعتراف العديد من الأطراف، وجود تلاعب في الوزن أحيانا، لضمان تحقيق بعض الهوامش، من خلال إنقاص مقادير المدخلات التي تتكون منها الخبزة الواحدة ''المحسنات والخميرة بالخصوص''، وسواء احتسب الخباز الكيس أو اعتبر الخبز محسّنا، فإن معدل السعر المعتمد يبقى أكبر، في العديد من الحالات، من 50 ,8 دينار. ومن بين الملاحظات التي تقدمها اتحادية الخبازين الضغط الممارس على الخبازين الرسميين فقط، بينما ينشط العديد من الحرفيين بصورة غير معلنة ولا يدفعون الضريبة ويسوّقون الخبز بسعر 10 دنانير في الغالب، هذا الوضع شجّع البعض على الاحتيال، من خلال مباشرة النشاط، ثم شطب السجل التجاري، ولكن مع الإبقاء على نشاط الخباز بصورة اعتيادية ولكن غير معلنة، من خلال العمل ليلا في غياب المراقبين. وبالعودة إلى تركيبة السعر فإن ثمن المحسّنات يبلغ حاليا 300 دينار للكلغ الواحد، أما الفارينة فسعرها 2000 دينار للقنطار، بينما يقدر سعر الخميرة ب300 دينار للكلغ، وتكلفة الكهرباء ب50 ,4 دينار للكيلو وات، فيما يقدر ثمن الملح ب12 دينارا للكلغ، تضاف إليها أعباء أخرى. يذكر أن ثمن الخبز ارتفع لآخر مرة في أفريل 1996، وحدد ب50 ,8 دينار. ووفقا لتركيبة السعر، فإن هامش الربح قدر بحوالي 25 بالمائة، كما قدرت من قِبل الوزارة الوصية في حدود 25 ,0 دينار للخبزة الواحدة. تكلفة دعم الخبز ما بين 700 و800 مليون دولار سنويا يتم دعم الدولة للخبز بالخصوص على مستوى الفارينة، في وقت يختلف الخبراء حول تقدير السعر الفعلي أو الحقيقي للخبز، وفقا لحساب الأعباء المختلفة والمدخلات والمواد الأولية المستعملة. وعلى العموم، فإن تكلفة إنتاج خبزة واحدة تقدر، فعليا، بحوالي 10 دنانير بمقدار 250 غرام للخبزة الواحدة، في وقت يقدرها البعض الآخر بأكثر من ذلك إذا تم حساب التكلفة الفعلية لكافة المواد، حيث يمكن أن تصل حدود 15 دينارا، حسب نوعية الخبز. واستنادا إلى الإحصائيات المتوفرة، فإن الدعم المباشر للخبز يكلف ما بين 700 و800 مليون دولار سنويا، أي بمعدل يومي يقدر ما بين 2,2 و5,2 مليون دولار تقريبا، لكن الدعم يذهب إلى جميع الفئات بما فيها الميسورة، ما يثير التساؤل حول جدواه، يضاف إلى ذلك أن سعر الخبزة لا يدفع، أحيانا، المستهلك إلى ضبط ميولاته التسويقية إلى درجة بروز ظاهرة رمي الخبز، حيث غالبا ما تبقى ما نسبته 10 إلى 30 بالمائة من الخبز لدى الأسر دون استهلاك. القانون وتحديد أسعار الخبز والفارينة يحدّد المرسوم التنفيذي رقم 96-132، الصادر بتاريخ 13 أفريل 1996، المتعلق ب''تحديد أسعار مختلف مراحل توزيع الفارينة والخبز''، الإطار التنظيمي والقانوني لهذه المادة الأساسية واسعة الاستهلاك، والمقدرة بمعدل 50, 8 دينار للخبزة. وتنص المادة الأولى من القانون على أن سعر التنازل للفارينة، غير المعبأة والمعبأة، حدد، بتاريخ 3 جانفي 1996، على النحو التالي: سعر التنازل للخبازين 2000 دينار للقنطار، سعر التنازل لبائعي التجزئة والجماعات والصناعات التحويلية وباقي المستخدمين 2080 دينار للقنطار، سعر البيع للمستهلكين 2180 دينار للقنطار. أما بالنسبة للخبز، فإن المادة الثانية للمرسوم تؤكد أن سعر البيع للمستهلكين للخبز العادي حدد، بتاريخ 3 جانفي 1996، على النحو التالي: الخبز العادي بوزن 250 غرام يقدر ب5 ,7 دينار للوحدة، والخبز بمقدار 500 غرام ب15 دينارا للوحدة. ويتم القبول بفارق وزن بالنسبة للخبز العادي يصل إلى 20 غراما للخبز بوزن 250 غرام، وب15 غراما للخبز ب500 غرام. أما بالنسبة للخبز المحسّن، فإن المادة الثالثة تشير إلى أن سعر البيع للمستهلكين للخبز المعروف تحت تسمية ''محسن'' حدد، بتاريخ 3 جانفي 1996، على النحو التالي: خبز بمقدار 250 غرام ب5 ,8 دينار للوحدة وخبز 500 غرام بقيمة 17 دينارا للوحدة. تركيبة سعر الخبز بالأعباء في سنة 2006 الفارينة: 1500 دينار للقنطار الخميرة: 150 دينار للكلغ المحسنات: 80 دينارا للكلغ الكهرباء: 50 ,2 دينار للكيلو وات الملح: 2 دينار للكلغ اشتراك الصندوق الوطني لغير الأجراء: 12 ألف دينار الحد الأدنى للأجور: 8000 دينار في 2013 الفارينة: 2000 دينار للقنطار، زائد تكاليف النقل، زائد التفريغ ب10 دنانير للكيس الخميرة: 300دينار للكلغ المحسنات: 300 دينار للكلغ الكهرباء: 50 ,4 دينار للكيلو وات الملح: 12 دينارا للكلغ، زائد تكاليف النقل اشتراك الصندوق الوطني لغير الأجراء: 32 ألف دينار الحد الأدنى للأجور: 18000 دينار احتلت الرتبة الثالثة في أول دورة لها الجزائر تشارك في كأس العالم للخبز تشارك الجزائر في كأس العالم للخبز في دورتها الرابعة، بالعاصمة الفرنسية باريس، المرتقبة هذه السنة. وستشارك الجزائر بحرفي خباز ومعاون في التظاهرة الدولية المنظمة من قبل جمعية سفراء الخبز. ويرتقب أن يختار المشاركون الجزائريون خلال المسابقة الوطنية التي ستنظم في 16 أكتوبر المقبل، موازاة مع الاحتفال باليوم العالمي للخبز. وفازت الجزائر بالرتبة الثالثة عالميا في الدورة الأولى بفضل ممثل من مدينة غرداية، بينما احتل ممثل مستغانم الرتبة الخامسة في الدورة الثانية. معدّل استهلاك القمح في الجزائر يفوق 250 كلغ سنويا عرف استهلاك القمح المرتبط بصناعة الخبز ارتفاعا محسوسا، في الجزائر، ليتجاوز المعدل الدولي، فقد بلغ حدود 250 كلغ سنويا للفرد، مقابل حوالي 200 كلغ سنويا على المستوى الدولي. وتستورد الجزائر ما بين 6 إلى 7 ملايين طن من القمح سنويا، ما بين 2010 و2012، منها 5, 4 إلى 5, 5 مليون طن من القمح اللين المستخدم في الخبز. ويغطي الإنتاج المحلي، المقدر بحوالي 4 مليون طن، حوالي 30 إلى 40 بالمائة من الحاجيات، وهو خاضع للتقلبات الجوية عموما. ويوجه حوالي 40 بالمائة من القمح اللين للخبز للاستهلاك.
يبقى الأقل سعرا مقارنة بدول الجوار ثمن الخبز في الجزائر الأدنى في شمال إفريقيا حسب التقديرات الإحصائية المتوفرة والمقارنة بين دول الجوار والجزائر، نجد أن سعر الخبز، بأنواعه المختلفة، يتراوح ما بين 50 ,8 و10 دينار على العموم في الجزائر. بالمقابل، يتراوح سعر الخبز بالمملكة المغربية ما بين 23 ,11 و90, 15 دينار جزائري، أما بالنسبة لتونس فإن المعدل يتراوح ما بين 54 ,9 و59 ,11 دينار جزائري، لمختلف أصناف الخبز. فضلا عن ذلك يقدر سعر الخبز في ليبيا ما بين 8 ,18 و9 ,20 دينار جزائري. بينما يقدر معدل الخبز في دول أوروبا الجنوبية ما بين 80, 0 و90 ,0 أورو، أي ما يعادل 59, 83 و28 ,49 دينار جزائري، مع فارق الدخل الموجود بين ضفتي المتوسط.
ما هي أشهر أنواع الخبز المتداول؟ هناك في السوق حاليا ما بين 15 إلى 20 نوعا من الخبز، انطلاقا من الخبز القاعدي العادي، وهي تختلف من حيث اللون والذوق، بفضل المحسّنات وطريقة التحضير والمدخلات الإضافية، فضلا عن الخبز التقليدي المتداول في مختلف المناطق، على غرار المطلوع وخبز الداروالكسرةالجزائرية بأنواعها المختلفة من منطقة القبائل إلى الأوراس، أو الخبز الجزائري التقليدي مثل كسرةالدار أو خبز الطاجين. وأضحى حرفيو الخبز، أيضا، يتفنون في تصميم الخبز على شاكلة الخبز بالزيتون وأنواع خبز أخرى، مثل ''ماونيس'' الذي يعود إلى الحرفيين المنحدرين من مدينة ''ماهون'' بإسبانيا خلال العهد الاستعماري.