أثارت صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لرئيس مجلس الشعب المصري السابق سعد الكتاتني أثناء حضوره الثلاثاء جلسة محاكمته في القضية المعروفة باسم "إهانة السلطة القضائية"، جدلا واسعا بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر. الكتاتني بدا هزيلا ومجهدا وشاحبا على نحو يؤكد ما ذهبت إليه منظمات حقوقية عن تعمد النظام المصري إذلال معارضيه وحرمانهم من أبسط حقوقهم. من جهته شكا القيادي بجماعة الإخوان أحمد أبو بركة -المتهم في القضية نفسها- من "تعامل مصلحة السجون معهم"، مشيراً إلى أن "المحبوسين لا يُعاملون كبشر". وقد تضامن ناشطون مع الكتاتني ورفاقه وهاجموا الانقلاب ومؤيديه، واصفين إياهم بأنهم قتلة بلا مروءة ولا شرف. وقارن نشطاء آخرون بين حال الكتاتني ورفاقه التي تظهر عليهم آثار التعسف والقمع، وبين جمال وعلاء نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك اللذين ظهرا بأفضل حال خلال جلسات محاكمتهم. وتعليقا على ذلك قال المتحدث باسم هيئة الدفاع في قضايا الإخوان المسلمين المحامي محمد الدماطي للجزيرة إنه حضر الجلسة وشاهد من وراء الزجاج الكتاتني نحيفا هزيلا، وأشار إلى أنه بكى أمام هذا المنظر، خاصة أنه يعرف الرجل منذ فترة طويلة. وأضاف الدماطي أن المسألة لا تقتصر على الكتاتني فحسب، بل إن جميع رافضي الانقلاب يعانون الأمر نفسه، وصورهم في منتهى الخطورة لأنها تجسد ما وصفها بأنها عملية قتل ممنهجة تمارسها سلطات الانقلاب ضدهم لكسر شوكتهم عن طريق التجويع وجميع أنواع الانتهاكات المخالفة لحقوق الإنسان. ولفت إلى أنه تقدم بالعديد من البلاغات إلى النائب العام المناط به تفتيش السجون وتطبيق القانون على السجناء، لكنه أكد أن النيابة العامة تمتنع عن تطبيق هذه الإجراءات القانونية، كما أن المجلس القومي لحقوق الإنسان لا يولي أي اهتمام بذلك وهو متورط في هدر حقوق السجناء بالاشتراك مع سلطات الانقلاب. واعتبر الدماطي أن هذا يدل على أن هناك ثورة مضادة تسعى للتخلص من الرموز الحقيقية لثورة يناير ومن كل الحركات الوطنية مثل الإخوان و6 أبريل. وأجلت محكمة مصرية الثلاثاء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي والكتاتني و23 متهمًا آخرين ما بين محامين وصحفيين ونشطاء وأشخاص من جماعة الإخوان إلى جلسة 16 جانفي المقبل بناءً على طلبات الدفاع، وذلك لاتهامهم بإهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها والتطاول عليهم بقصد بث الكراهية".