بدا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مزاج غير ودي أثناء لقائه بوزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، الاثنين في نيويروك ففي فيديو لوكالة الأنباء الإسبانية، بدا بان كي مون بملامح متهجمة وهو يصافح المسؤول المغربي، ممّا اعتبر دلالة على غضبه من السلطات المغربية. بان كي مون الذي عبرّ في بيان بعد لقائه بوزير الخارجية المغربي عن "غضبه وإحباطه من استهدافه بشكل شخصي في مسيرة الرباط"، صافح المسؤول المغربي بسرعة كبيرة، وغابت عنه ابتسامته الديبلوماسية المعهودة، كما ظهر وكأنه يريد أن تنتهي لحظة التقاط الصور بشكل سريع. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أبلغ وزير خارجية المغرب أنه يشعر بغضب وخيبة أمل من مظاهرة في الرباط قال إنها كانت "هجوما شخصيا" عليه بسبب تعليقات له بشأن الصحراء الغربية المتنازع عليها. وشارك عشرات المغاربة في مسيرة في شوارع العاصمة أول أمس الأحد للاحتجاج على موقف بان كي مون من الصحراء الغربية المحتلة. وقال المكتب الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة في بيان بلهجة صارمة غير معتادة إن بان "نقل اندهاشه من البيان الذي صدر مؤخرا عن حكومة المغرب وعبر عن خيبة أمل وغضب عميقين فيما يتعلق بالمظاهرة التي جرى حشدها يوم الأحد والتي استهدفته شخصيا." وقال البيان -الذي صدر بعد أن التقى بان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار- إن الأمين العام "أكد أن مثل هذه الهجمات تظهر عدم الاحترام له وللأمم المتحدة". وأكد بان الأسبوع الماضي خلال زيارته للأراضي الصحراوية المحتلة أن الأممالمتحدة تعتبر الأراضي الصحراوية "محتلة" منذ عام 1975.وهو الأمر الذي اعتبرته الرباط "ليس محايدا". وقال بيان الأممالمتحدة الذي صدر مساء الاثنين إن بان طلب من مزوار "إيضاحا فيما يتعلق بتقارير عن وجود بضعة أعضاء من الحكومة المغربية بين المتظاهرين". ويدور النزاع حول الصحراء الغربية الواقعة في الطرف الشمالي الغربي من أفريقيا منذ أن سيطر المغرب على معظم المنطقة في عام 1975 بعد انسحاب أسبانيا المستعمر السابق. وخاضت جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال المنطقة حربا ضد المغرب إلى أن تم التوصل لوقف لإطلاق النار بوساطة الأممالمتحدة في 1991 لكن الجانبين وصلا منذ ذلك الحين إلى طريق مسدود. وتطالب جبهة البوليساريو بإجراء الاستفتاء الذي تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار لتقرير مصير المنطقة.