طغى الخلاف -الحاصل بين رئيس الوزراء التركي رئيسحزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان حول الصلاحيات داخل الحزب الحاكم- على عناوين الصحف والمواقع الإخبارية التركية اليوم، وذلك قبيل حسم قيادة الحزب في موعد لمؤتمر استثنائي لاختيار خلف لداود أوغلو. وتحت عنوان "انقلاب القصر" قالت صحيفة "جمهوريت" إن اجتماع أمس بين أردوغان وأوغلو لم يتمخض عن التوصل لحل لخلافهما، مما جعل الأول يطلب من الثاني الاستقالة. وتضيف أن الحزب الحاكم سيعقد مؤتمره لاختيار رئيس جديد خلفا لداود أوغلو، وقالت إن وزير العدل بكر بوزادغ مرشح بقوة لتولي المنصب. وفي مقال بصحيفة "حريت" ذكر الكاتب الصحفي عبد القادر سلفي الذي يوصف بأنه المتحدث غير الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية أن أردوغان قرر قبل اجتماعه مع داود أوغلو تلقي استقالة الأخير، وتعيين رئيس جديد للحزب بعد المشكلة التي حصلت الجمعة الماضية بينهما حول سحب بعض الصلاحيات من يد رئيس الوزراء لصالح رئيس الجمهورية. وأوضح الكاتب أن اللقاءات -التي أجراها كل من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية مع أعضاء الحكومة كل على حدة يوم أمس- منحت بعض الآمال بحل الأزمة، وهذا الأمر الذي جعل داود أوغلو يتجه إلى أردوغان دون أن يحمل معه كتاب الاستقالة، إلا أن أردوغان كان مصرا على رأيه ولم يترك المجال أمام رئيس وزرائه للتوصل إلى حل. وأضاف سلفي أن نعمان كورتولموش مساعد رئيس الوزراء، ووزير النقل بن علي يلدرم، من بين الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الحزب خلفا لداود أوغلو. وفي صحيفة حريت، عنون الكاتب الصحفي مراد يتكن مقاله بعنوان "تركيا دخلت في النظام الرئاسيفعليا". وقال إن داود أوغلو سيكون أول رئيس وزراء بتركيا ينادي لاجتماع حزبه قبيل إعلان استقالته، كما سيكون أول رئيس حكومة ينسحب من الرئاسة بسبب الحزب الذي يترأسه. واعتبر الكاتب الصحفي أن هذا التطور يعني أن البلاد دخلت فعليا في إطار النظام الرئاسي حتى لو لم يتم تعديل الدستور، وهو ما يعني أن رئيس الوزراء الجديد لن يكون ذا قيمة بعد الآن، وسيقتصر عمله على إدارة عمل الوزراء. يُذكر أن اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم ستحسم اليوم موعد عقد مؤتمر استثنائي للحزب في وقت لاحق هذا الشهر أو بداية الشهر المقبل، وسط توقعات بإعلان رئيس الحزب استقالته بسبب الخلاف مع رئيس الجمهورية.