تحدثت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، الأربعاء، عزم رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو تقديم استقالته من رئاسة الوزراء في مؤتمر صحفي سيعقده، اليوم (الخميس)، عقب ترؤسه اجتماعاً لمجلس إدارة حزب العدالة والتنمية، بعد خلاف مع الرئيس رجب طيب أردوغان. واجتمع داود أوغلو بالرئيس التركي أردوغان عصر الأربعاء، في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، استمر لأكثر من ساعة ونصف، دون الإعلان عن فحوى ما دار بينهما من حديث، حسب ما ذكر موقع "تركيا برس". وفي الوقت نفسه اكتفت رئاسة الجمهورية التركية بالقول، إن الاجتماع الذي جمع بين أردوغان وداود أوغلو كان اعتيادياً، لكن أوساطاً مقربة من حزب العدالة والتنمية ألمحت إلى وجود خلاف بين الرجلين. من جهتها، أشارت صحيفة الحياة اللندنية في تقرير لها، مساء الأربعاء، أن رئيس الوزراء التركي لوح للمرة الأولى، بتخليه عن منصبه وانسحابه من الحياة السياسية، بعد تعرضه لاتهامات ب"التآمر" وجهها مقربون من الرئيس أردوغان. وقال داود أوغلو أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: "لا أخشى سوى الله، لا ما يُكتب ويُقال عني، وأنا مستعد للتخلي عن أي منصب، وأن أضحي بنفسي في سبيل بقاء حزب العدالة والتنمية متماسكاً". وبحسب الصحيفة ذاتها كان حساب "مجهول" نشر على الإنترنت ما سماها "نقاط خيانة الأمانة" التي سجلها أردوغان على داود أوغلو، خلال ترؤسه الحكومة. التقرير أشار إلى أن "داود أوغلو لم يلتزم بشرطين وضعهما أردوغان لتسليمه زعامة حزب العدالة والتنمية، وهما إقرار نظام حكم رئاسي والامتناع عن التعاون مع الغرب الذي يريد إطاحة أردوغان، مستغلاً الملفين السوري والفلسطيني". وحمل رئيس الحكومة مسؤولية تدهور الملف السوري، متهماً إياه بالتفريط في الملف الكردي، وبالتواطؤ أحياناً مع "مؤامرات جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، في محاولات إلصاق تهم فساد بأردوغان وعائلته". ويرى مقربون من حزب العدالة والتنمية، أن ردم هوة الخلاف بين أردوغان وداود أوغلو بات صعباً، إلا إذا تدخل وسطاء لإصلاح ذات البين، وهذا ما يبدو صعباً، مع انقسام الحزب بين ثلاثة تيارات، الأول يتبع أردوغان والثاني الرئيس السابق عبد الله غل، والثالث داود أوغلو، وهو التيار الأضعف. وعن السيناريوهات المحتملة بعد استقالة داود أوغلو، قال مستشار الرئاسة التركية جميل إرتم، إن من غير المتوقع، أن تجري أنقرة انتخابات مبكرة، بعد أن ينتخب حزب العدالة والتنمية الحاكم زعيماً جديداً وإن الأمور ستسير "بأمان" إلى أن تنتهي ولاية الحكومة الحالية في 2019. وقال إرتم في مقابلة أذيعت على الهواء مباشرة مع قناة "إن تي في"، إن تركيا واقتصادها سيحققان المزيد من الاستقرار حين يتولى رئيس وزراء أكثر انسجاماً مع الرئيس أردوغان المنصب. وأضاف أن المسؤولين الاقتصاديين الحاليين سيستمرون في مناصبهم، مشيراً إلى أنه لا يتوقع أي تغييرات في السياسات المالية أو النقدية. والخليفتان المحتملان لداود أوغلو مقربان من أردوغان منذ فترة طويلة، وهما وزير النقل بينالي يلديريم، ووزير الطاقة الشاب بيرات البيرق (38 عاماً) المتزوج من إسراء الابنة الكبرى للرئيس.