أصدرت المحكمة الابتدائية بتونس، الجمعة، حكما استعجاليا بإيقاف برنامج "ألو جدّة" الذي يبث على قناة التاسعة يوميا وطيلة شهر رمضان، إلى حين البت في الشكوى التي تقدم بها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، عبر محاميه في تونس، بحجة أن البرنامج يتضمن انتحالا لشخصيته. وكان الإعلامي معز بن غربية، مدير برامج القناة، قد أكّد لإذاعة "موزاييك" في وقت سابق الجمعة أنّ ابن علي رفع قضية استعجالية ضد قناة التاسعة لإيقاف بث برنامج ''ألو جدة'' بسبب "الثلب" و"انتحال صفة"، وأنّه تم تعيين الجلسة صباح الثلاثاء 14 جوان الجاري. من جهته، أكد منير بن صالحة، محامي ابن علي، أنه رفع قضية استعجالية، بالمحكمة الابتدائية بتونس، بطلب من موكله (ابن علي). وبين ابن صالحة في تصريح لإذاعة "جوهرة إف إم"، أن ابن علي اعتبر أن "في بعض لقطات البرنامج مسا بكرامته وبصورته وحياته الشخصية، وقد مارس حقه ككل تونسي، وطالب بوقف عرض البرنامج الذي ينتحل صفته دون إذن مسبق منه". كما أعلن ابن صالحة عن رفع شكوى إلى الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، لمطالبتها بإصدار قرار بوقف عرض البرنامج. وأكّد رئيس "الهايكا" نوري اللجمي، في تصريح لإذاعة "موزاييك"، الجمعة، تلقي الهيئة شكوى من المحامي منير بن صالحة لإيقاف بث برنامج "ألو جدة". وقد وجّهت المحكمة الابتدائية بتونس استدعاء للقناة للحضور يوم الثلاثاء القادم، إثر هذه الشكوى ضد البرنامج، بحسب نص الاستدعاء الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه. وأثارت القضية وقرار الوقف الاستعجالي جدلا في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تمحورت جل التعليقات حول كيف يمكن لهارب من العدالة أن يستنجد بها ليقدم شكوى. ومن المنتظر أن يفتح هذا الملف نقاش حرية الإعلام من جديد. يُذكر أن برنامج "ألو جدة" هو أحد البرامج التي حظيت باهتمام المشاهد التونسي في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وهو برنامج هزلي تتلخص فكرته في إيهام ضيوف من الوجوه المعروفة بتونس بأنّه وقع جمعهم صدفة، خلال حضورهم بأحد البرامج الحوارية السياسية، بالرئيس المخلوع ابن علي، عبر ربط حصري باستعمال برنامج سكايب من جدّة، مكان إقامته منذ اندلاع الثورة التونسية. ومن خلال تقليد محترف لصوت ابن علي من طرف المُقلّد وسيم الحريزي، ووضع الضيف في إطار جدّي مع مقدّم الأخبار ومدير الحوارات السياسية الإعلامي مكي هلال، يضع البرنامج سياسيين ووجوها عامة لأول مرة قبالة ابن علي لتُكشف ردات فعلهم. ويعمد الحريزي آخر كل حلقة، إلى تقليد ابن علي في شكل كاريكاتوري من خلال الحديث عن اشتياقه لبعض الأكلات الشعبية في تونس أو حديثه عن الإنجازات التي كان يفتخر بها.