المخابز التي رفض أصحابها المناوبة في العيد معرضة للغلق اقترح الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين غلق المخابز التي لم يلتزم أصحابها بتنفيذ الوعود التي قدموها من أجل ضمان المناوبة وتقديم الحد الأدنى من الخدمة يوم العيد. وقال الأمين العام لاتحاد التجار صالح صويلح في تصريح للنصر أن المخابز التي لم يلتزم أصحابها بتطبيق الرزنامة التي أعدتها وزارة التجارة بالتنسيق مع الاتحاد تحسبا لتوفير الخبز يومي العيد في إطار المداومات التي تم تسطيرها مع عموم التجار، معرضة للغلق لمدة 15 يوما باقتراح من تنظيمه النقابي، مشيرا إلى أن النقص الملحوظ في مادة الخبز يومي العيد الذي يزداد الطلب عليه في مثل هذه المناسبة نظرا لخصوصيتها يعود إلى كون أن 40 من المائة من الخبازين الذين عبروا عن استعدادهم العمل يوم العيد أخلفوا وعودهم. فعلى الرغم من التدابير التي اتخذتها كل من وزارة التجارة و الاتحاد العام للتجار و الحرفيين في مواجهة أزمة ندرة بعض المواد الأساسية كالخبز و الحليب أيام العيد من خلال الرزنامة التي تم تسطيرها لهذا الغرض إلا أن الشيء الملاحظ أن الحركة التجارية قد تعطلت في أغلب مدن البلاد، وكانت الندرة في المواد الأساسية أهم ما يميز شوارع العاصمة أين وقف الناس في طوابير طويلة من أجل الحصول على نصيبهم من الخبز وهو نفس المشهد الذي تكرر بباقي ولايات الوطن، و رغم التطمينات بضمان النقل أيام العيد كذلك إلا أن آمال المواطنين قد خابت ولم يجد الكثيرون لاسيما في وسط العاصمة من وسيلة لتنقلهم سوى المترو وسيارات '' الفرود ''. وقد سمحت الندرة المسجلة في الخبز لبعض المضاربين والتجار غير الشرعيين باستغلال الفرصة لفرض منطقهم ورفع الأسعار، حيث تراوح سعر الخبزة الواحدة بين 15 و20 دينارا عبر مختلف أنحاء البلاد. بعض الخبازين المناوبين الذين تحدثنا إليهم أرجعوا أسباب النقص الفادح في توفير الخبز والذي أصبح يشكل هاجس المواطن خلال الأعياد الدينية، إلى ارتفاع الطلب على هذه المادة وذلك رغم إقدامهم على تحضير كميات كبيرة في اليوم الأول للعيد تفوق الكمية المحضرة خلال الأيام العادية، إلا أن تخوف المواطن- حسبما قالوا- من عدم فتح المخابز دفع به إلى اقتناء كميات كبيرة تفوق احتياجاته. وفي هذا الصدد أكد بعض الخبازين أن الشخص المعتاد على اقتناء رغيفين اثنين مثلا خلال الأيام العادية يشتري عشر خبزات، وعلاوة على الاستهلاك اللاعقلاني للخبز الذي أصبح يشكل ظاهرة أيام العيد فإن نقص هذه المادة يعود أيضا لكون أن بعض المخابز تصنع كميات أقل نظرا لغياب عمالها الذين يقضون العيد مع عائلاتهم بعيدا عن أماكن العمل. وما زاد الطين بله لدى المواطنين هذه المرة هو الغياب التام لحليب الأكياس حيث غابت هذه المادة الأساسية للجزائريين حالها حال الخبز، من كافة المحلات مما زاد من سخط واستياء المواطنين الذين أبدوا حيرتهم من هذه الظاهرة التي وصفوها بغير المبررة. كما تم تسجيل ندرة في الخضر بالكثير من المدن مما أدى إلى التهاب أسعارها بباقي المحلات التي زاولت نشاطها خلال العيد. أما خدمات النقل المقدمة بالمناسبة فتفاوتت بين مدينة وأخرى وانعدمت في البعض الأخر من المدن، ما حرم الكثيرين من معايدة الأهل والأقارب ما عدا لأولئك الذين استطاعوا الظفر '' بكورسة '' عبر سيارات ''الفرود'' التي استغل أصحابها هذه أزمة النقل لتحقيق الربح السريع بفرض تسعيرات عالية. ولحسن حظ الكثير من العاصميين لا سيما قاطني الأحياء الواقعة على امتداد خط البريد المركزي وحي البدر بالقبة فإن الميترو الذي تم تشغيله منذ أيام أنقذ الموقف ومكنهم من التنقل بكل سهولة وبعيدا عن الازدحام يومي العيد، لا سيما في ظل الغياب الكلي لسيارات الأجرة.