نفذ تجار وناقلون وأصحاب مخابز، يومي عيد الأضحى، ''إضرابا غير معلن''. وتأكد رسميا بأن ضمان الحد الأدنى من الخدمات خلال العيد شعار ترفعه السلطات العمومية في كل مناسبة، ليجد المواطن نفسه في مدينة أشباح ومحروم من أدنى الضروريات. حافظت الجزائر العاصمة على تقاليدها خلال المناسبات، حيث لم يلتزم التجار كالعادة بضمان الحد الأدنى من الخدمات، وتخلف الخبازون عن توفير الخبز الذي ظل مفقودا طيلة يومي الأحد والاثنين، رغم أن هذه المادة واسعة الاستهلاك في مثل هذه المناسبات. وككل مرة ''تضحك'' مصالح ولاية الجزائر على مواطنيها من خلال إصدارها بيانات إعلامية تفيد بتوفير كل المواد الضرورية التي يحتاجها خلال العيد مع ضمان النقل للمسافرين، حيث كشفت جولة قمنا بها في شوارع العاصمة كيف كان المواطن يلهث لاقتناء الخبز، على الرغم من تأكيدات سابقة لرئيس الاتحاد الوطني للخبازين بأن الاتحاد الذي يعمل بالتنسيق مع مديريات التجارة مستعد لتوفير الخبز في العيد، والتأكيد على وجود عدد من الخبازين معنيين بضمان المناوبة. لكن واقع الحال غير ذلك، فلم نعثر من خلال جولتنا التي قادتنا إلى بلديات كل من القبة والمدنية وبلوزداد سوى على مخبزتين، واحدة في المدنية وأخرى في حي بلوزداد، وفرتا هذه المادة لمواطنيها والسماح لهم في مثل هذا اليوم بالتلذذ باللحم المشوي الذي التهمه أغلب الناس بالعاصمة أمس دون خبز. والشيء نفسه ينطبق على مادة الحليب، حيث ساهمت أزمة الإنتاج التي يعيشها مجمع ''جيبلي'' ببئر خادم في ندرة أكياس الحليب، ودفعت المواطن إلى اللجوء إلى حليب البدرة الذي غاب هو الآخر عن رفوف الكثير من المحلات التجارية بسبب الإقبال الكبير عليه. أما بالنسبة لوسائل النقل العمومي فكانت الغائب الأكبر، فلم يجد المواطن أي حافلة أو سيارة تاكسي في محطات نقل المسافرين في كل من بن عكنون أو بئر مراد رايس وساحة أول ماي. ولم يتمكن المواطن من التنقل، أمس، بسهولة، فيما غابت سيارات التاكسي عن الأنظار، ليبقى الزبون فريسة لأصحاب سيارات الكلونديستان على أمل الوصول إلى الأقارب لأداء واجب التغافر، بينما المحظوظ من يقيم بين البريد المركزي والقبة حيث يوفر ميترو الجزائر الخدمة لزبائنه طوال ساعات اليوم، في حين خصصت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية برنامجا إضافيا لتنقل قطارات سواء في الضواحي أو الخطوط الطويلة.