نفذت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ضربات جوية ضد سوريا في وقت مبكر يوم السبت ردا على هجوم بغاز سام أسفر عن مقتل العشرات في الأسبوع الماضي في أكبر تدخل من قوات غربية ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ماهي المواقع المستهدفة؟ وقصفت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية نحو 10 أهداف في مناطق مختلفة بسوريا بحوالي 100 صاروخ، بمشاركة بوارج وطائرات مقاتلة وقاذفات. وشملت مواقع في منطقتي دمشق وحمص لأبحاث وتطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. مركز البحوث في "جمرايا" تعد هذه الضربة هي رابع استهداف لمركز بحوث جمرايا الذي سبق أن تعرض لقصف إسرائيلي ثلاث مرات، خلال السنوات الخمس الأخيرة. وهو مركز سوري للأبحاث العلمية يقع خلف جبل قاسيون شمال غرب دمشق، ويعتقد بأنه يضم أبحاثا لتصنيع أسلحة كيميائية. "الكسوة" وقال التلفزيون السوري إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 13 صاروخا أُطلقت باتجاه منطقة الكسوة جنوبدمشق. وسبق أن استهدفت إسرائيل أيضا هذا الموقع. وكانت تقارير إعلامية نقلت فيما مضى عن وجود قاعدة إيرانية في منطقة الكسوة القريبة من الحدود اللبنانية. مركز "البحوث العلمية" في برزة وشملت الضربات مركز البحوث العملية في حي برزة في دمشق. وبحسب الجيش السوري فإن الصواريخ أدت إلى تدمير مبنى يحتوي على مركز تعليم ومخابر علمية وأن الأضرار اقتصرت على "الخسائر المادية". "قاعدة الضمير العسكرية" وشملت الضربات "قاعدة الضمير العسكرية" شمال شرق العاصمة دمشق، التي توجد فيها طائرات هليكوبتر سورية من طراز مي-8. وكانت تقارير إعلامية ربطت بين هذه القاعدة العسكرية والهجوم الكيميائي الذي نُفذ على مدينة دوما الأسبوع الماضي. مواقع كيميائية في حمص وشملت الأهداف منشأة لتخزين أسلحة كيماوية بالقرب من مدينة حمص. وجرى استهداف موقع قريب من حمص أيضا يضم منشأة لتخزين أسلحة كيماوية ومركزا للقيادة. وقال سيرغي رودسكوي رئيس غرفة العمليات في الأركان الروسية أن "المواقع التي تم تدميرها في سوريا كانت مدمرة أصلا". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن كل القواعد والمنشآت التي أصيبت في الهجوم "أخلتها الحكومة في الأيام السابقة". لا خسائر في الأرواح وقالت الهيئة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان إن القوات الغربية استهدفت مواقع "سورية" ب 110 صواريخ، وأكدت أن نظام الدفاع الجوي السوري تصدى لمعظمها، وأنها لم تسفر إلا عن وقوع "خسائر مادية". كما أشار البيان إلى إصابة ثلاثة مدنيين بجروح في حمص. وأفاد شهود في دمشق أن أصوات الانفجارات استمرت لحوالى ساعة العاصمة السورية ومحيطها، فجر السبت. ماهي الصورايخ المستخدمة؟ قال مسؤول أمريكي إن الولاياتالمتحدة تستخدم صواريخ كروز من طراز توماهوك في غاراتها على سوريا. وتجنبت ضربات التحالف إصابة أية أهداف "لحلفاء سوريا" في إشارة إلى القوات الروسية والإيرانية المتواجدة على الأرض لدعم الجيش السوري. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الصواريخ التي تم إطلاقها لم تدخل المناطق التي بها منشآت تحميها نظم الدفاع الجوي الروسية في طرطوس وحميميم. ولا يبدو أن الضربات سيكون لها تأثير كبير على ميزان القوة في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن، والتي تحرز الحكومة السورية تقدما مستمرا بها ضدّ فصائل المعارضة المسلحة، منذ تدخل روسيا لصالحها في أيلول سبتمبر من العام 2015. ويبدو أن الهجوم الذي نفذته أمريكا وبريطانيا وفرنسا أشد من هجوم مماثل أمر ترامب بشنه قبل نحو عام على قاعدة جوية سورية ردا على هجوم سابق بأسلحة كيماوية نسبته واشنطن للأسد. ماذا بعد الضربات؟ قالت فرنسا السبت إن أهداف الضربات الجوية في سوريا تحققت وليست هناك نية لشن مزيد من الضربات في هذه المرحلة لكن على الحكومة السورية أن تدرك إنها لو تجاوزت "الخطوط الحمراء" مرة أخرى ستكون هناك ضربات جديدة. وأصدرت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تصريحات مماثلة عن "عدم وجود نيّة بتوسيع الضربات على سوريا". ويعتزم مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية زيارة الموقع الذي يشتبه أنه تعرض لهجوم بأسلحة كيميائية في مدينة دوما السورية في الأسبوع الماضي. إذ قالت مصادر دبلوماسية إنه إذا سمح الوضع الأمني سيقوم فريق المنظمة بزيارة قصيرة إلى الموقع الذي شهد الهجوم المشتبه به في السابع من أفريل.