وصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الهجوم الإسرائيلي على منشأة أبحاث علمية عسكرية بدمشق، فجر أمس، بأنه إعلان حرب من قبل إسرائيل، في وقت عقدت فيه الحكومة السورية اجتماعا طارئا لتدارس الرد على الغارة الإسرائيلية. ● قال المقداد في حديث لسائل إعلامية بأن الهجوم يعتبر تحالفاً بين الإرهابيين المتواجدين داخل الأراضي السورية وإسرائيل، في حين توعد الوزير برد ثأري على الهجوم الإسرائيلي قائلاً إن سوريا ستحدد التوقيت وكيفيته. وفي خضم صمت إسرائيل على الاتهامات السورية بمهاجمة مجمع الأبحاث العلمية في جمرايا بدمشق ما أدى لموجة تفجيرات عنيفة أضاءت سماء العاصمة السورية، اكتفى مسؤول إسرائيلي رفيع بالقول إن بلاده تراقب عن كثب كل ما يتعلق بأسلحة سوريا. وجزم المصدر بقدرات بلاده على رصد ترسانة الأسلحة الكيماوية والتقليدية الخطرة في سوريا، وأضاف قائلاً إن تل أبيب تراقب كل شيء عندما يتعلق الأمر بهذه الأسلحة، وأن لديها إمكانيات للقيام بذلك. كما رفض المسؤول الإسرائيلي، تأكيد أو نفي مهاجمة طائرات مقاتلة إسرائيلية لمجمع أبحاث علمي بدمشق، كما زعم النظام السوري، وشدد على ذات التصريحات الإسرائيلية المعتادة بقوله إن إسرائيل لن تسمح بوقوع هذه الأسلحة بأيدي حزب الله. وكانت وسائل الإعلام السورية أكّدت أن قصفا إسرائيليا استهدف ليلة السبت إلى الأحد مركزا البحوث العلمية في حي جمرايا بريف دمشق، وقال التلفزيون السوري ووكالة الأنباء السورية »سانا« إن انفجارات استهدفت مركز البحوث العلمية في جمرايا بشمال غرب دمشق ونجمت عن اعتداء إسرائيلي بالصواريخ. وقال التلفزيون السوري، إن إرهاب الدولة الذي مارسته إسرائيل في قصفها لمركز البحوث العلمية ليس إلا محاولة يائسة لتخفيف الضغوط المفروضة على المجموعات المسلحة التي دحرتها الصفعات القوية التي وجهها لها الجيش السوري، بينما أشار التلفزيون إلى احتمال وقوع خسائر بشرية. من جهته، نقل موقع »داماس بوست« الإخباري السوري، عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن القصف الإسرائيلي استهدف أيضا اللواءين 104 و105 التابعين للحرس الجمهوري والمنتشرين في مناطق جمرايا وقدسيا والهامة والصبورة في ريف دمشق. كما استهدف القصف مستودعا للذخيرة تابعا للفرقة 14 في نفس المنطقة، إلى جانب استهداف مركز للبحوث في جمرايا، وذكر المصدر أنه قتل جراء القصف قرابة 300 شخص جلهم من الجنود، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى موزعين في مستشفيات المواساة و601 العسكري والأسد الجامعي، وكذلك في مستشفى المجتهد. وأكّدت تقارير صحفية استنادا إلى مصادر مخابراتية في الشرق الأوسط، أن إسرائيل نفذت الغارة الثانية على سوريا خلال الأسبوع الحالي، وقالت المصادر إن الغارة الثانية استهدفت هي الأخرى شحنة من صواريخ »فاتح 110« الإيرانية كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان. إلى ذلك، قالت مصادر صحفية روسية، إن إسرائيل نصبت منظومتي صواريخ قبة حديدية في صفد وحيفا خشية من أي رد فعل سوري، فيما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن الجيش الإسرائيلي رفع من درجة استنفار قواته على طول الحدود مع لبنان بعد الغارة على أهداف داخل سوريا، ونقلت التقارير أن إسرائيل قامت بنصب بطاريتي صواريخ من منظومة القبة الحديدية في صفد وحيفا خوفا من أي رد سوري، كما أشارت إلى أن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام »اليونيفيل« زادا من وتيرة أعمال المراقبة تحسباً لأي تطورات عسكرية، خصوصا مع رصد تحركات مكثفة للجيش الإسرائيلي على طول الخط الممتد من محور المطلة-الغجر وصولاً حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا.