كل العالم يدرك جيدا أن ساركوزي وتياره السياسي يكنّ عداء غير مسبوق للجزائريين برغم رسائل “الغرام" التي حاولت أطراف جزائرية إرسالها إلى هذا “الساركوزي" إبان فترة رئاسته، وليس غريبا أن يقوم وزير الدفاع الفرنسي السابق بإظهار حركة غير أخلاقية وهو يرد على طلب وزير المجاهدين بخصوص الاعتذار الفرنسي للجزائر عن جرائمها الاستعمارية بحق الشعب الجزائري. الجميع يدرك أن العداء الفرنسي لنا إحساس لا يختفي بالتقادم، والبارحة فقط وعد الرئيس الفرنسي الجديد الذي يرتدي عباءة السلام بكشف كل الحقائق المرتبطة بالاعتداء المزعوم لمحمد مراح على مدرسة لليهود في تولوز، وعد قطعه أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، هنا يمكن للفرنسيين أن يقطعوا العهود للصهيونية واليهودية المتطرفة برد الاعتبار لهم ولأبنائهم، فقط لأن “محمد" هو المتّهم. وفي فرنسا فقط يمكن لوزير متشبّع بالحقد والكراهية التي اكتسبها من ولائه للفكر الصهيوني اليهودي النتن أن يقدم على فعل غير أخلاقي يعكس طبيعة الحضارة المتعفّنة التي يتشبّع بها هؤلاء، وهم يعتقدون أنهم أكثر قدرة وكفاءة من الآخرين في التعامل مع الأحداث، والحقيقة أنّنا نحن من أحسنا التعامل مع أمثال جيرار لونغي، عندما أدّب أشبال الأمير عبد القادر أجداد هذا الفرنسي التافه في أكثر من معركة كان فيها الاستعمار الفرنسي يعتقد أنه القوة الوحيدة التي لا تقهر.بالنهاية اللوم لا يقع على الوزير الفرنسي التافه بقدر ما يقع على من يملك آليات الرد الصحيح على هؤلاء الحمقى، ويبدو أن الوقت حان ليرد الشعب الجزائري بعيدا عن حسابات سياسية لم سيتفد منها طيلة نصف قرن من الاستقلال، يمكن لهذه الحركات التافهة أن تحرّر الجزائريين من تلك الاعتبارات التي تجعلهم دوما يتريثون في الرد على الحماقات الفرنسية التي لم تعد تُحتمل وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم…