وفور اطّلاعنا على القضيّة، توجّهنا إلى جناح منشورات ''هاشيت''، في قلب الصالون، للسؤال عن تواجد كتاب طارق رمضان في الجناح من عدمه، وكان جواب ممثلين عن ''هاشيت'' واضحا وصريحا ''الكتاب نفد قبل يومين··''· وهو الجواب الذي أكّد لنا دخول الكتاب إلى الصالون، وأمام إصرارنا على اقتناء الكتاب، دون الكشف عن صفتنا الصحفية، تكفّلت إحدى مضيفات الجناح بسحب نسخة منه، من تحت الطاولة، على أساس أنها آخر نسخة تباع لنا· طارق سعيد رمضان المولود في سويسرا هو حفيد حسن البنا، ونجل الدكتور سعيد رمضان أحد القيادات الإسلامية في أوروبا· وهو دكتور وأستاذ محاضر في علوم الإسلام بأوكسفورد، بريطانيا وجامعة فرايبورغ سويسرا·· شخصية جدلية تثار حولها الكثير من التأويلات والمواقف، آخرها كان قرار مدينة روتردام وجامعة أراسموس الهولندية عدم التعامل معه، بعد أن قدم برنامجا في تلفزيون ''برس تي في'' الذي تموّله الحكومة الإيرانية والتي وصفها بيان المدينة ب''القمعية''· كتاب رمضان الأخير ''قناعتي الشخصية''، الذي دخل صالون الجزائر للكتاب، رغم أنف الرقابة في البلاد، كتاب يتطرّق لقضية الإسلام في أوروبا والجدل المحيط بقضية الحجاب والنقاب، إضافة إلى قضايا أخرى ليست من طابوهات التناول في الجزائر، ولا ترقى إلى مستوى المنع، لكن مبدأ منع دخول الكتاب إلى الجزائر نابع من مواقف سابقة للمؤلف ذاته، كان أبرزها في إحدى محاضراته بأوروبا والتي ''اتهم فيها الجيش الجزائري بالتسبب في بعض مجازر التسعينيات''·· وبغض النظر عن القضية الجدلية لجدوى فرض الرقابة على الكتاب، يبقى تصرّف ''هاشيت'' تحديا واضحا للقوانين في الجزائر، من خلال تحايلها على المنظّمين وفرض منطقها التجاري والأيديولوجي عليهم· يحدث هذا في خضمّ تداعيات تصريحات استفزازية، كان ممثلون عن الدار الفرنسية قد أطلقوها، عشية افتتاح الصالون، فحواها ''أن ''هاشيت'' شاركت في معرض الجزائر كي ترفع مستواه، وكي تحفظ ماء وجه هذه الطبعة التي كانت عرضة للمقاطعة من طرف الكثير دور نشر الجزائرية·· !!'' (مع العلم أيضا أن منشورات ''هاشيت'' لم تكن مدرجة أصلا في قائمة المشاركين في هذه الطبعة !)·· وهذه قضية أخرى تبقى للمتابعة·