وكالات- أصدرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ليل الجمعة، حكما بسجن الصحافي المغربي توفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم"، 12 عاماً وغرامة مالية قدرها 200 ألف درهم. وكان بوعشرين، قد رافع عن نفسه مساء الجمعة، قبل دخول الملف إلى المداولة والنطق بالحكم، مبيناً أنه بريء من التهم الموجهة إليه، خاصة تهمة الاتجار بالبشر والاغتصاب والتحرش الجنسي. وبحسب أحد محامي بوعشرين، فإن الأخير وجه في مرافعته، التي دامت زهاء ساعتين، رسائل قوية إلى المحكمة، وطالبها بتحكيم الضمير والقانون في ملفه، مشدداً على أن قضيته لا تتعلق بالتهم الموجهة إليه، بقدر ما ترتبط بكونه قلماً مزعجاً لبعض الجهات. وأكد بوعشرين، في كلمته، أنه يستحق البراءة في هذا الملف، لأنه لا توجد دلائل على ارتكابه لتلك التهم، مردفاً أنه حتى لو تم التسليم بأنه هو من يظهر في مقاطع الفيديو، فإن ما راج فيها يبرز علاقات جنسية رضائية. واستدل بوعشرين، حسب محاميه، بألفاظ كانت تستخدمها المشتكيات الظاهرات في الفيديوهات، من قبيل "اشتقت إليك"، و"هل تحبني"، وغيرها من التعابير ذات الحمولة العاطفية، والتي تنسف تهمة الاتجار بالبشر التي تعني أن الضحية تكون مستعبدة وتحت الإكراه. وذهب الصحافي المغربي المعروف في كلمته المطولة، إلى أنه "ضحية صراع بين السلطة والصحافة في البلاد، وأنه ضحية حرية التعبير، وضحية مقالاته التي كان ينتقد فيها بعض الأطراف النافذة"، ملتمساً البراءة لانعدام أدلة على ارتكابه لتلك التهم. وقال محامو بوعشرين عقب نهاية مرافعته إنه حسب القانون لا يمكن الحكم على الصحافي المعتقل سوى بالبراءة، خاصة أنه أثار عدة دلائل جديدة عن براءته، وفند عدداً من مشاهد الفيديو وتوقيتها الذي لا يناسب معطيات واقعية ومنطقية. وفي الوقت الذي كان بوعشرين يلقي كلمته، كان نشطاء ينظمون وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان وسط الرباط، طالبوا فيها بالبراءة لتوفيق بوعشرين، ورفعوا شعارات سياسية من قبيل: "يا قضاة يا مسؤولين الحرية لبوعشرين".