في ذر للرماد وللكساد في العيون السياسية المصابة بكل أنواع الرمد،لا يتوانى الكثير من أصدقاء ومريدي الأمس السياسيين من إعلان ثورتهم على من كان ولي نعمتهم قبل "كنسهم". وكما يجري على مستوى جبهة بلخادم، حيث سلاح التقويم والتصحيح تحول إلى برنامج قائم بذاته، حمله ضد بلخادم من كانوا بالأمس ندماءه ومقربيه، فإن "الحُلّة" والحالة ذاتها: فعلى طريقة كل مطرود مشروع مصحح ومقوّم، فإن أويحيى،الأمين العام للأرندي، تعرض لإنزال من صديقه القديم "يحيى" والمبرر "صحة" التجمع الوطني الديمقراطي المعتلة والتي لم يجد لها خصوم أويحيى إلا مشرط "قيدوم" وزير الصحة الأسبق، لكي يجروا عمليتهم الجراحية باحترافية كاملة تحت عنوان التصحيح والتقويم! مشكلتهم في الأفلان وفي الأرندي وعلى مستوى ما يسمى حركات التصحيح، أن جماعة "ذر" الكساد في الأعين، لم يختاروا من التصحيح إلا عملية "التمليح" الشعبية التي تؤطر مائدة سياسية يعلم الجميع بأنها محل "نهم". فالتصحيح بشكل عام يعني، تقويم المسار كله، لكنهم، هنا، يعلنون الحرب على بلخادم ليأتو لنا بمصحح كان "مملح مائدة" عند بلخادم، كبديل مفترض، والحالة نفسها مع أويحيى الذي صححه "يحيى" عاد من زمن بعيد ليعرض نفسه كخليفة! المفترض في التقويم، أن يجرف كل قديم وكل الأسماء البالية، أما أن يذهب أويحيى ويأتي "يحيى" قيدوم الذي كان صديقا. فإن عبثهم، لم يعد مقتصرا على التلاعب بالأذهان، ولكنه تعداه لإضفاء شرعية مفقودة، على "نيران " صديقة، يراد لها أن تجعل من "خيانة" الأقربين وانقلابهم على من كانوا بساط مائدتهم، فضيلة تصحيح! فأين التصحيح وأين التقويم في خلافة"يحيى" لأويحيى يا نورية حفصي، وهل مدد "قيدوم" يمكنه أن يلغي حقيقة مطلقة مفادها، كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها "التصحيح"….؟!