تنظم الدورة الأولى للمهرجان الدولي لترقية العمارة بالطين بالجزائر العاصمة ابتداء من ال 18 إلى غاية ال 22 نوفمبر الجاري تحت شعار “كنز نافع”. وجاء في تقرير لمجلة “استخبار” الشهرية التي تصدرها الوصاية أن هذه التظاهرة المخصصة أساسا لطلبة الهندسة المعمارية والهندسة المدنية والشُعب الملحقة بها، والتي ستقام في المدرسة متعددة التقنيات للهندسة المعمارية والعمران بالعاصمة، “تعني كل المحترفين، من ممارسين وباحثين ومدرسين. وجاء إنشاء هذا المهرجان ثمرة لعدة مبادرات اتخذت في السنوات الأخيرة تحت إشراف وزارة الثقافة وبتنسيق من السيدة ياسمين تركي، مهندسة معمارية ومختصة في المعالم التاريخية، تهتم منذ سنوات بالفن المعماري بالطين. أمنية أصبحت حقيقة خلال معرض (أراضي إفريقيا وأماكن أخرى)، الذي أقيم في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر في عام 2009، اكتشفت البنايات في الجزائر التي أنجزت وفق هذه التقنية منذ غابر العصور، والتي لا يزال معمولا به في بعض المناطق إلى اليوم. وقد أوليت أهمية خاصة لفنون العمارة بالطين في القارة، بإبراز كل تنوعها. كذلك أبرزت بعض عناصر المعرض نطاق استعمال هذه التقنية في العالم بأسره وكذا مزاياه. في عام 2011، وفي إطار “تلمسان، عاصمة للثقافة الإسلامية”. وأثير موضوع العمارة بالطين في شكل معرض كبير بعنوان “من تراب ومن طين” أقيم في قصر المعارض الخودية بتلمسان، من ال 19 نوفمبر 2011 إلى ال 14 فيفري 2012. وكان الموضوع مطروحا على مستوى العالم الإسلامي، أي بعمق تاريخي وامتداد جغرافي استثنائيين. وكان الإقبال من قبل الجمهور والمحترفين على هذا المعرض، الذي أنجز بصور عالية الجودة تستجيب لشروط الإيضاح، في مستوى التوقعات. وكان هذا المعرض يشمل صورا التقطت من الجو ومن الأرض لثلاثة عشر قصرا من قصور الصحراء الجزائرية، من إنجاز قيس جيلالي في حملتين تصويريتين نظمتهما وزارة الثقافة عامي 2009 و2011. كما يمكن للجمهور أن يتفرج على حرفيين جاؤوا من منطقة القبائل، بالنسبة للجزائر، ومن دول إفريقية، وهم يعملون على إنجاز ديكورات حائطية “على المباشر”. من ناحية أخرى، كانت هناك أيضا مجسمات أثرية وشاشات من نوع “بلازما” وعينات من الطين ومن الرمال، وأغراض متنوعة ووثائق. وأوضحت وزارة الثقافة أنه بإنشائها للمهرجان الثقافي لترقية العمارة بالطين، فهي “تستجيب لأمنية المحترفين والكثير من الزوار الذين تمنوا أن توضع هذه التقنية في إطارات ترقية دائمة ودورية، من أجل توعية المجتمع بأهمية التراث وثرائه، ولتشجيع البحث والممارسة المعاصرة في هذا المجال”.