مثل آخر رئيس وزراء في عهد الراحل معمر القذافي، البغدادي المحمودي أمس، أمام المحكمة في العاصمة الليبية طرابلس، حيث استغرقت جلسة المحاكمة عشر دقائق فقط، ولم تقرأ فيها لائحة الاتهام بشكل رسمي. وقضت المحكمة بتأجيل النطق بالحكم والمحاكمة ككل إلى جلسة 10 ديسمبر المقبل. وقالت هيئة محكمة جنايات طرابلس إنها أجَّلت محاكمة المحمودي إلى حين النظر في أوراق الدعوى المرفوعة ضده، والتي تتهمه بالتحريض على اغتصاب نساء مدينة ليبية خلال الثورة. وكان المحمودي فر إلى تونس المجاورة في سبتمبر من العام الماضي، بعد فترة قصيرة من سيطرة الثوار الليبيين على العاصمة، ليضعوا بذلك بصورة فعلية نهاية لحكم القذافي الذي امتد لأكثر من أربعة عقود. ورحلت السلطات التونسية المحمودي، الذي ظل مخلصا للعقيد القذافي حتى النهاية، إلى ليبيا في جوان الماضي بالرغم من تحذيرات منظمات حقوق الإنسان من إمكانية تعرضه للتعذيب أو مواجهة عقوبة الإعدام. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم النائب العام الليبي طه بعرة قوله إن البغدادي سيمثل أمام المحكمة، مضيفا أنه يواجه تهم “بارتكاب أعمال تضر بأمن الدولة”. وأكد المحمودي في جويلية الماضي براءته من التهم الموجهة إليه من داخل زنزانته في طرابلس. وذكر حينها للصحفيين خلال زيارة للسجن نظمتها السلطات في محاولة على ما يبدو لتبديد الشائعات حول تعرضه للتعذيب “إنني بريء.. إنني على استعداد للمحاكمة من قبل الشعب الليبي، إنني واثق من نفسي وبراءتي”. وكان المحمودي، وهو طبيب ممارس، شغل منصب رئيس الوزراء في عهد القذافي من عام 2006 وحتى الأيام الأخيرة من حكم العقيد الراحل، تقدم باستئناف ضد قرار ترحيله من تونس بداعي أنه طلب الحصول على وضع لاجئ، وأنه قد يواجه حكم الإعدام إذا أعيد إلى ليبيا. وتريد السلطات الليبية محاكمته في ليبيا، لكن المحكمة الجنائية الدولية ترغب في أن يواجه العدالة في لاهاي. من ناحية أخرى، أعلنت القوات الجوية الليبية أمس، البدء في التخلص من صواريخ قديمة سطح جو طراز أس أي 2 انتهت صلاحيتها من عهد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وبدأ مهندسون عسكريون ليييون استخراج الوقود الغازي السام من الصواريخ الروسية الصنع التي اشتراها نظام القذافي من الاتحاد السوفياتي السابق في عام 1972. وذكر بشير جمعة قائد القوات الجوية الليبية أن الوقود الذي سوف يستخرج من الصواريخ لا يصلح للاستخدام وسوف يخزن في صهاريج في صحراء ليبيا المترامية الأطراف إلى أن يتمكن الخبراء من التخلص منه بالطرق السليمة. ودمرت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ما يقرب من 80 بالمائة من الصواريخ إس أي 2 التي نشرها القذافي قبل الإطاحة به في مختلف أنحاء ليبيا. لكن الوقود الغازي السام الذي يمكن أن يتسرب من الصواريخ القديمة الباقية يثير قلق السلطات الليبية. وقال جمعة العباني رئيس أركان الدفاع الجوي الليبي في مؤتمر صحفي “رئاسة أركان قوات الدفاع الجوي تعلن رسميا البدء في تنظيف وتطهير كل المواقع المتضررة”.