وصل وفد من عشرة أئمة وستة مسؤولين عن جمعيات مسلمة أمس إلى تل أبيب للقيام بزيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية “في سابقة” من نوعها. ولدى وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، قال إمام درانسي، قرب باريس، حسن شغلومي “إنه وفد أمل جاء حاملا رسالة سلام”، مضيفا أنه يريد أيضا أن يظهر أن “الإسلام لا علاقة له بمحمد مراح وأن هذه الزيارة ستظهر أن هذا النوع من الأعمال تدعمه أقلية ضئيلة من المسلمين” في إشارة إلى مراح الإسلامي الذي قتل ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية وثلاثة أطفال ورجل في مدرسة يهودية بمدينة تولوز جنوبفرنسا في مارس. وجاء في بيان لجمعية أئمة فرنسا أن زيارة الأئمة الفرنسيين التي حصلت على دعم وزارة الخارجية الفرنسية هي مبادرة من شلغومي “الذي يريد الانخراط في المسيرة السلمية والإنسانية التي تقودها جمعية أئمة فرنسا منذ عدة سنوات”. وكان شغلومي المعروف بقربه من الجالية اليهودية ورجل دين تونسي الأصل قال قبل مغادرة الوفد باريس متوجها إلى تل أبيب “هدفنا هو أن نقول أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سياسي وليس دينيا. بهذا التحرك، الأول من نوعه، نريد أن نزيل التوتر الذي يشوب العيش المشترك هنا في فرنسا من خلال رفض انتقال النزاع بأي شكل إلى بلدنا”، مضيفا أن “صورة فرنسا هي صورة التنوع وليست صورة محمد مراح أو ثلاثة أو أربعة متعصبين بلهاء”. وقال شلغومي أيضا “الوفد سيزور بالخصوص قبور ضحايا تولوز “الذين دفنوا في إسرائيل” وسيزور الأراضي الفلسطينية للتعبير عن دعمنا للشعب الفلسطيني”. من ناحية أخرى، يضم الوفد المفتي علي محمد قاسم، مفتي جالية جزر القمر في فرنسا، وصلاح عطيه، رئيس الجالية المصرية في فرنسا، ومحمد حنيش، الأمين العام لاتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا. ومن بين أعضاء الوفد أيضا مراك هالتر الكاتب الفرنسي اليهودي الذي يناضل منذ عقود من أجل حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال هنا “إنهم تعرضوا للتهديد والنقد بسبب مبادرتهم ولكني أجد من واجبي أن أرافقهم”، مضيفا “هذه مبادرة شجاعة جدا لأنهم على استعداد للمخاطرة بحياتهم من أجل قضية تتجاوزهم. إنهم لا يريدون أن تقترن صورة الإسلام بالعنف وهذه البادرة ستثير إعجاب الجميع في الشرق الأوسط”. من ناحية أخرى، سينتقل الوفد إلى القدسالشرقية حيث سيزور مسجد قبة الصخرة و”حائط البراق”. كما سيزور الوفد رام الله بالضفة الغربية حيث سيلتقي مسؤولين فلسطينيين. وتأتي هذه الزيارة في أجواء مشحونة بالتوتر في علاقات مسلمي فرنسا بيهودها ووسط إصرار باريس على عدم التساهل مع “المُتشدّدين” بعد “مجزرة تولوز”، التي انجرّ عنها حتى الآن ترحيل العديد من الأئمّة ورجال دين من أصول أجنبية مُتّهمين ب”الكراهيّة للسّامية”، والتّفكير جدّيّا في تعيين أئمة فرنسيي الأصل والنشأة بالمساجد الفرنسية.