أقدمت السلطات الفرنسية أمس، على نقل رفات “الجنرال بيجار” إلى “ميموريال فريجوس” بباريس، في خطوة تعكس مدى الاستهتار بردود الفعل الغاضبة التي برزت عقب إعلان وزير الدفاع الفرنسي عن هذه “المبادرة” قبل أسابيع، وهذا بالنظر إلى أن “بيجار” يعد رمزا للتعذيب الممنهج الذي تعرض له الجزائريون خلال ثورة التحرير. وقبل ذلك، تجمع مناضلون مناهضون للاستعمار ب”ساحة لي زانفاليد” أو “المعطوبين” بباريس، تعبيرا عن رفضهم هذا التكريم الذي وصف ب”المشبوه”. وأوضح أحد المبادرين بهذه الحركة الاحتجاجية “هنري بويو” أن “تكريم بيجار اليوم يعني تمجيد قتل آلاف الجزائريين دون محاكمة وإضفاء شرعية على التعذيب في فرنسا”. ويرى رئيس جمعية “الخروج من الاستعمار” أن هذا التكريم يأتي “على عكس الخطوة الصغيرة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند في ال17 أكتوبر الماضي، حيث اعترف بوضوح بقمع الجزائريين من قبل الشرطة في ال17 أكتوبر 1961 بباريس”. ومن جهتها، أكدت الناطقة باسم الجمعية من أجل الذاكرة الجزائرية “دين زغير” أن التكريم الوطني ل”بيجار” يعد “شتيمة لكل ضحايا الاستعمار الفرنسي ولقيم الجمهورية التي ما فتئت فرنسا تدافع عنها وتعمل على ترقيتها عبر العالم”. وقال “بويو” إنه من المنتظر أن يستقبل وفد من المناضلين المناهضين للاستعمار من قبل مسؤولين من وزارة الدفاع التي بادرت بتكريم “بيجار” ب”فريجوس”. وسيسلم الوفد لمسؤولي الوزارة حوالي 5000 توقيع على عارضة “لا لتكريم بيجار” التي أطلقها مفكرون وصحفيون ومؤرخون في أواخر أكتوبر بفرنسا. وأعرب محررو النداء عن تأسفهم “للتعريف بهذا الضابط كبطل للوقت المعاصر ومثال للشجاعة والتضحية”. من ناحية أخرى، كان وزير الدفاع السابق في حكومة اليمين عبر منذ سنتين عن فكرة نقل رفات “الجنرال بيجار” إلى “لي زانفاليد”، وها هو اليوم وزير الدفاع الحالي “جان إيف لو دريان” المنتمي إلى “الحزب الاشتراكي”؛ يقترح تكريما مماثلا، ولكن مع نقل الرفات إلى “ميموريال دو فريجوس” المخصص لمحاربي الهند الصينية.