قرّر وزير الدفاع الفرنسي، الاشتراكي جان ايف لودريان، نقل رماد الجنرال السفّاح بيجار إلى النصب التذكاري المخلّد لحرب الهند الصينية بمنطقة فريجوس، وذلك يوم 20 نوفمبر الجاري، وهو القرار الذي أثار جدلا ورفضا سياسيا بفرنسا. انتقدت منظّمة النضال العمالي ''لوت أفريير''، التي ترأسها نتالي أرتود، المرشّحة للرئاسيات الفرنسية الأخيرة، قرار وزير دفاع فرانسوا هولاند الذي، كما أشارت، ''من شأنه أن يعطي نهاية سعيدة'' لجنرال سفّاح في حرب الجزائر. كما اعتبرت هذا القرار ''تطوّرا لم يقدر على الوفاء به سلفه على رأس وزارة الدفاع، اليميني جيرار لونغي''، الذي كان قد اقترح أن يتمّ نقل رماد بيجار إلى متحف ''ليزانفاليد''، دون أن يفلح في ذلك، جراء المعارضة الشديدة التي قادها حقوقيون وسياسيون ومؤرّخون فرنسيون. وكان السفّاح بيجار، الذي توفي في 18 جوان عام 2010، قد أوصى بنقل رماد جثمانه إلى ساحة معركة ديان بيان فو التي انهزم فيها الجيش الفرنسي هزيمة نكراء، لكن الحكومة الفيتنامية رفضت ذلك. وذكرت منظّمة النضال العمالي، في مقال على موقعها، ''أن يقوم جيرار لونغي بتكريم جلاّد وسفّاح مثل الجنرال بيجار فهو أمر لا يفاجئ، لأنه شخص يميني وتربّى في اليمين المتطرّف، أما أن يقوم بذلك وزير دفاع حكومة اشتراكية فهو أمر لا يفاجئ غير أولئك الذين نسوا بأن الرئيس فرانسوا ميتران هو من أرجع معاشات التقاعد للأعضاء السابقين في منظّمة الجيش السري، بعد انتخابه عام .''1981 واعتبرت منظّمة المناضلة أرليت لاغيي بأن تشريف بيجار يعني ''تكريم هذه الحرب الاستعمارية التي قام بها الجيش الفرنسي''. وتتساءل '' هل تريد الحكومة الاشتراكية من وراء مثل هذا التشريف لبيجار، في نفس العام الذي نحتفل فيه بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، أن تظهر أنه حتى فيما تراجع عنه المتطرّف جيرار لونغي، فهي لن تتوقّف عند أي شيء؟''. وقبل هذه الانتقادات الصادرة عن عدة جمعيات فرنسية مناهضة لتكريم بيجار، كان الحقوقي والمجنّد السابق في حرب الجزائر، السيد هنري بويو، قد راسل وزير الدفاع الفرنسي، ايف لودريان، معتبرا أن مشاركته في تكريم الجلاد بيجار تعد بمثابة ''اعتراف فرنسا الرسمية اليوم بشرعية التعذيب الذي مورس على الجزائريين من قبل جنرالات فرنسا، بل تمجيده أيضا''. وقال بأن رعاية تشريف بيجار من طرف وزير الدفاع ''تعد تناقضا صارخا مع الخطوة الأولى التي قطعها الرئيس فرانسوا هولاند، باعترافه بمسؤولية فرنسا في القمع الدموي للجزائريين في أحداث 17 أكتوبر .''1961