تجمع مناضلون مناهضون للاستعمار يوم الاثنين بساحة "لي زانفاليد" (المعطوبين) بباريس تعبيرا عن رفضهم "لتكريم بيجار" و نقل يوم غد الثلاثاء نحو ميموريال فريجوس رفات الضابط الفرنسي رمز التعذيب بالجزائر حسبما تمت ملاحظته بعين المكان. و في تصريح لوأج أكد أحد المبادرين بهذه الحركة الاحتجاجية هنري بويو أن "تكريم بيجار اليوم يعني تمجيد قتل آلاف الجزائريين دون محاكمة و اضفاء شرعية على التعذيب في فرنسا". و يرى رئيس جمعية الخروج من الاستعمار أن هذا التكريم يأتي "على عكس الخطوة الصغيرة التي قام بها الرئيس هولاند في 17 أكتوبر الماضي حيث اعترف بوضوح بقمع الجزائريين من قبل الشرطة في 17 أكتوبر 1961 بباريس". و من جهتها أكدت الناطقة باسم الجمعية من أجل الذاكرة الجزائرية دين زغير أن التكريم الوطني لبيجار "شتيمة لكل ضحايا الاستعمار الفرنسي و كذا لقيم الجمهورية التي ما فتئت فرنسا تدافع عنها و تعمل على ترقيتها عبر العالم". و حسب بويو من المنتظر أن يستقبل وفد من المناضلين المناهضين للاستعمار مساء اليوم من قبل مسؤولين من وزارة الدفاع التي بادرت بتكريم بيجار يوم الثلاثاء بفريجوس. و سيسلم الوفد لمسؤولي الوزارة حوالي 5000 توقيع على عارضة "لا لتكريم بيجار" التي أطلقها مفكرون و صحافيون و مؤرخون في أواخر أكتوبر بفرنسا. و أعرب محرروا النداء عن تأسفهم "للتعريف بهذا الضابط كبطل للوقت المعاصر و مثال للشجاعة و التضحية". و كان وزير الدفاع السابق في حكومة اليمين قد عبر منذ سنتين عن فكرة نقل رفات الجنرال بيجار إلى "لي زانفاليد". و ها هو اليوم وزير الدفاع الحالي (الحزب الاشتراكي) جان ايف لو دريان يقترح تكريما مماثلا في 20 نوفمبر و لكن مع نقل رفات الجنرال بيجار إلى ميموريال دو فريجوس المخصص لمحاربي الهند الصينية.