في وحدة تربوية تضاف إلى وثبة المئزر الأزرق، تناول التلاميذ ''الزرق'' صبيحة دخولهم المدرسي وجبة موحدة لا علاقة لها بضفادع المطاعم المدرسية، ولكن بالخنازير وأنفلونزاها المتفشية. وتخيّلوا معنا حال ومآل سنة دراسية تستفتح بدرس خنزيري موحد و''يا فتّاح يا رزّاق'' من موسم دراسي تقاطعت فيه المآزر الزرقاء مع دروس الخنازير السوداء. لنصطبح على أن نتائج العام الدراسي الذي توحدت فيه المدرسة على راية زرقاء وأنفلونزا مخنزرة، علمها أي النتائج عند جماعة أنفلونزا الإصلاح.. وزير الصحة، الذي رفعت الخنازير من بورصة قطاعه لتجعل منه محور دوران أنفلونزي، شذّ عن قاعدة دعمه الفلاحي والصحي وتوعّد مدارس بن بوزيد بالإخلاء والإغلاق إذا ما ظهرت ثلاث حالات أنفلونزا في مدرسة واحدة. وبين وعيد وزير الصحة ودرس بن بوزيد التوحيدي في التحذير من خطر أنفلونزا الخنازير، فإنه كان من الأصح لوزارة التربية أن تقتني لها بدلا من مآزر زرقاء، أقنعة لا تهم زرقتها من سوادها حتى تحمي مدارسها من تهديدات وزارة الصحة وما يريده بركات بها وبإصلاحها المئزري.. المدارس مهددة بالإغلاق الصحي، والسبب ليس جربا ولا طاعونا ولا سلاّ أصبح أمرا متعايشا معه، ولكن خنزيرا عالميا هو علة الخطر. ولأن الأنفلونزا واقع لا مفر منه، فإن أحسن حل لردع الخنازير كقوة غازية أن نغلق المدارس في حرب استباقية ونعلنها سنة بيضاء، ومنها نضرب عصفورين بحجر واحد: أولا نصد خطر الخنازير، وثانيا نبحث عن الأنفلونزا الحقيقية التي عشّشت قي المنظومة التربوية فأهلكت نسلها وحرثها، فالمدارس كان من المفروض أن تشمّع منذ زمن..