خفُت إلى حد ما مشكلة المئزر المدرسي، ولم تعد مطروحة بالشكل الذي كانت عليه من قبل، والفضل في ذلك يعود إلى التعليمة التي أقرها وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، التي تقضي بالتساهل في الألوان، وقبول جميع التباينات الموجودة في المآزر التي وجدها الأولياء والتلاميذ في الأسواق. لم تعد مشكلة المئزر المدرسي مطروحة بالشكل الذي كانت عليه من قبل في الأيام الأولى من الدخول المدرسي، والفضل في ذلك يعود إلى المرونة الكبيرة التي أقرتها وزارة التربية بهذا الشأن، حيث سمح وزير التربية أبو بكر بن بوزيد للمؤسسات التربوية بقبول كافة الألوان الوردية والزرقاء، مهما كانت تبايناتها، وأعطى في نفس الوقت مهلة عشرين يوما للتلاميذ والأولياء الذين لم يتمكنوا حتى الآن من شراء المآزر لأبنائهم، بداية من عيد الفطر المبارك، وهو الأمر الذي نفُس بعض الشيء عن الأولياء والتلاميذ من عدم معقولية الضغط الذي مارسته عليهم بعض المؤسسات التربوية، التي أظهرت تمسكا حرفيا بما أقرته الوزارة، دونما إعطاء أي اعتبار للندرة التي توجد عليها المآزر في السواق. وحتى وإن كانت قد خفت هذه المشكلة إلى حد كبير عما كانت عليه، إلا أن أعدادا كبيرة أيضا من الأولياء هي الآن بصدد شراء الأقمشة وخياطتها كمآزر لأبنائها، وتلك هي الطريقة التي اتبعها الكثير من الأولياء والتلاميذ، منذ تأكدهم من انعدام المآزر بالألوان التي تشترطها وزارة التربية. وعن هذه العملية قال أمس ل »صوت الأحرار« الأستاذ عمراوي مسعود الأمين الوطني المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين »مسألة المآزر عملية ارتجالية، مستعجلة، وكان من المفروض على وزارة التربية أن تكف عن القرارات الارتجالية، التي هي دون سابق دراسة، كان من الواجب عليها أن تغرق السوق بالمآزر، منذ أن اتخذ وزير التربية قراره الخاص بهذا الشأن، لكن ما حصل حتى الآن للأسف أن وزارة التربية لم تحرك ساكنا منذ أن اتخذ الوزير قراره، ولم تتحرك في اتجاه الجهد الذي يعطي الوفرة للمآزر في الأسواق، كان من المفروض على وزارة التربية أن تبرم صفقات بمجرد عزمها على اتخاذ هذا القرار مع مؤسسات وطنية، خاصة بالخياطة، تكلفها بخياطة ما هو مطلوب من المآزر، وتمنحه للتلاميذ بصورة مجانية أو بمبلغ رمزي، بالتعاون مع وزارة التضامن". وعن اللونين المطلوبين الوردي والأزرق الفاتح، قال عمراوي »حتى هذه اللحظة اللون الوردي متوفر، لكن لا يوجد فيه انسجام وتوحد، في حين أن اللون الأزرق البارد الفاتح غير موجود نهائيا، وهو الأمر الذي جعل الأولياء يخبطون خبط عشواء في شراء المآزر الزرقاء لأبنائهم«. ولحل هذا الإشكال قال عمراوي »نتمنى من الآن ولغاية السنة الدراسية المقبلة أن تحدد وزارة التربية المواصفات المطلوبة بدقة للمئزر المدرسي، ويكون لها دفتر شروط مع شركات ومؤسسات وطنية، قادرة على إنتاج المآزر بالألوان المطلوبة، وتّوفر في الأسواق بالكميات الكافية«. وعن الذين يقترحون إرجاء التطبيق الحرفي لهذا القرار، للسنة الدراسية المقبلة، قال عمراوي »الأمور اليوم سارت، ولم يعد هناك مجال للإرجاء، وقد استدرك وزير التربية عجالة هذا القرار، وعدم الإعداد الجيد له، حين استسهل قبول التباينات الحاصلة في اللون الوردي واللون الأزرق، وألزم المؤسسات التربوية بقبول جميع الألوان المتباينة ضمن الإطار العام لهذين اللونين، لكن هذا لا يمنع من أننا من الآن نقترح على وزارة التربية أن تحضر لما كنا أشرنا إليه سابقا، وهو أن تعد الوزارة لمبادرة مع شركات ومؤسسات وطنية، يتم بمقتضاها إغراق الأسواق إغراقا كاملا بالمآزر، وعلى الوزارة أن تنظم حملة إعلامية حقيقية، وأن لا تترك المجال للتجار فقط«. وفيما يخص التصريح الأخير لوزير التربية، الذي ربط فيه بين منحة 3000 دينار التي تمنح للتلاميذ المعوزين، والمئزر، قال العضو القيادي النشط في نقابة »إينباف« إنه لا يحق لوزير التربية أن يشترط حصول التلميذ المعوز الفقير على منحة الفقر والعوز بشرائه المئزر المطلوب، فهذه المنحة تمنحها الدولة الجزائرية للفقراء والمعوزين حتى يستعينوا بها مع الدخول المدرسي الجديد في التزود ببعض اللوازم المدرسية. وخارج مسألة المئزر المدرسي، الذي هو اليوم حديث العام والخاص، قال عمراوي أن المكتب الوطني لاتحاد عمال التربية والتكوين سوف يجتمع يوم 23 سبتمبر الجاري، من أجل التحضير لعقد الدورة العادية للمجلس الوطني، التي مثلما قال ستكون قبل 5 أكتوبر المقبل، ويتم فيها تناول الكثير من قضايا وانشغالات القطاع.