اضطر المنتخبون الجدد بالمجلس الشعبي البلدية بالبوني بولاية عنابة إلى اللجوء إلى الدور الثاني للتعرف على هوية “المير” الجديد، لأن الاقتراع السري الذي نظم صبيحة أمس كشف عن ظهور جناح معارض حال دون حصول متصدر قائمة حركة الوفاق الوطني على الأغلبية النسبية، على اعتبار أن هذا الحزب كان قد نال 13 مقعدا من أصل ال 33 التي تشكل المجلس، إلا أن نتائج الإقتراع السري حالت دون تنصيب متصدر القائمة على رأس البلدية، بعد تحصله على 15 صوتا، مقابل رفض 18 عضوا لهذا الترشح، مما أجبر ممثلي السلطات المحلية لولاية عنابة على تأخير عملية التنصيب، والإعلان عن إجراء دور ثان، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 80 من قانون الانتخابات. إلى ذلك، فإن الدور الثاني كان الخيار الحتمي على مستوى بلدية العلمة، على اعتبار أن الجبهة الوطنية الديمقراطية كانت قد ظفرت ب 5 مقاعد من أصل ال15 التي تشكل تركيبة المجلس، ومتصدر قائمة هذا الحزب لم يحصل سوى على 5 أصوات تمثل تركيبة كتلة “الأفندي” في المجلس، مادامت باقي القوائم قد شكلت تحالفا معارضا، لأن هذا التكتل كان قد اتفق بمحضر رسمي على تنصيب عبد الحميد دريدي متصدر القائمة الحرة “البديل” على رأس البلدية، بعد ظفر قائمته بأربعة مقاعد، بعد التحالف مع كل من الأفلان، الأرندي وحركة مجتمع السلم، ليكون هذا التكتل حائزا على 10 مقاعد، والتي تمثل ثلثي تركيبة المجلس. بالموازاة مع ذلك فقد عرفت باقي البلديات تنصيب المجالس وفق المعطيات التي تم التوصل إليها على ضوء التحالفات الأولية التي أبرمت في “الكواليس”، حيث إن متصدر قائمة جبهة التحرير الوطني ببلدية عنابة فريد مرابط انتزع منصب “المير” بعد دخوله سباق الرئاسة كمترشح وحيد، وقد حصل على 41 صوتا، مقابل معارضة منتخب واحد، وإلغاء صوت وحيد، وهي الأجواء التي عرفتها عملية التنصيب على مستوى بلدية وادي العنب، حيث كان متصدر قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية إسماعيل بوحجيلة المترشح الوحيد لرئاسة المجلس، وحاز على تزكية أغلب المنتخبين، في الوقت الذي انتزع فيه متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي ببلدية سيرايدي السعيد جميلي منصب “المير” بعد حصوله على 9 أصوات من أصل ال 13، لأن الأرندي تحالف مع الأفلان، مع بقاء الحركة الشعبية الجزائرية خارج الهيئة التنفيذية على مستوى هذه البلدية. من جهة أخرى، فقد تمت تزكية متصدر قائمة حزب العمال إبراهيم سوالي لرئاسة بلدية الشرفة، إثر حصوله على الأغلبية النسبية في عدد الأصوات خلال عملية الاقتراع السري، كونه المترشح الوحيد، وتحالف قائمته مع التجمع الوطني الديمقراطي شكل تكتلا من 9 مقاعد من أصل ال 13، التي يضمها المجلس، في حين عادت رئاسة بلدية التريعات لمتصدر قائمة الأرندي عبد الوهاب حميدي بعد تزكيته بالأغلبية النسبية خلال عملية الاقتراع، على اعتبار أنه الوحيد الذي ترشح لشغل منصب الرئاسة، وتحالفه في “الكواليس” مع الأفلان كان كافيا لحسم الأمور قبل الاحتكام إلى الصندوق. في سياق ذي صلة تم تنصيب مبارك بن حامد على رأس بلدية الحجار كمنتخب عن حزب جبهة التحرير الوطني بعد حصوله على 11 مقعدا من أصل ال19 التي تشكل تركيبة المجلس.