التحالفات تؤجل تنصيب رئيسي بلديتي البوني و العلمة لم تسفر عملية الإقتراع السري التي نظمت صبيحة أمس الأحد عن تحديد هوية رئيس المجلس الشعبي البلدية ببلدية البوني بعنابة خلال العهدة القادمة، و ذلك بعد ظهور جناح معارض حال دون حصول متصدر قائمة حركة الوفاق الوطني على الأغلبية النسبية، ونال هذا الحزب 13 مقعدا من أصل 33 التي تشكل المجلس، و كانت قائمته الوحيدة التي تجاوزت نسبة 35 بالمئة من إجمالي عدد المقاعد، فكان متصدر القائمة عبد العزيز لطرش المحسوب على التيار الإسلامي العضو الوحيد الذي ترشح لرئاسة المجلس، إلا أن نتائج الإقتراع السري حالت دون تنصيبه على رأس البلدية، لتحصله على 15 صوتا، مقابل رفض 18 عضوا لهذا الترشح، مما أجبر ممثلي السلطات المحلية لولاية عنابة إلى تأخير عملية التنصيب، و الإعلان عن إجراء دور ثان، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 80 من قانون الإنتخابات. و حسب المعطيات التي تحصلت عليها " النصر " من مصادر موثوقة فإن حركة الوفاق الوطني تحالفت في بلدية البوني مع عنصرين من قائمة حركة مجتمع السلم التي تحصلت على 3 مقاعد، و هو التحالف الذي جمع 15 عضوا، في الوقت الذي شكلت فيه باقي الأحزاب التي حازت على مقاعد في هذه البلدية تكتلا موحدا، حيث تحالفت جبهة التحرير الوطني التي تحصلت على 10 مقاعد مع التجمع الوطني الديمقراطي بسبعة مقاعد، ليكون الجناح المعارض متشكلا من 17 عضوا، و هو الإنقسام الذي إتضحت معالمه أكثر خلال عملية الإقتراع السري، لتكون النتيجة قطع الطريق أمام القائمة التي ظفرت بأكبر عدد من المقاعد، و إرغام السلطات على اللجوء إلى الدور الثاني، حيث من المرتقب أن يتقدم تكتل " الأفلان " و " الأرندي " بمترشح قد ينتزع منصب رئاسة البلدية إذا ما حافظ " التكتل " على تحالفه. إلى ذلك فقد إضطر المنتخبون الجدد على مستوى بلدية العلمة إلى إنتظار نتائج الدور الثاني المزمع تنظيمه ظهيرة اليوم للتعرف على هوية " المير " الجديد، لأن الإقتراع السري الذي أقيم مساء أمس الأحد لم يكن كافيا للحسم في أمر رئاسة البلدية، على إعتبار أن الجبهة الوطنية الديمقراطية كانت قد ظفرت ب 5 مقاعد من أصل ال15 التي تشكل تركيبة المجلس، و هي القائمة التي خول لها قانونا تقديم مترشح عنها لرئاسة المجلس في الدور الأول، فكان متصدرها النوي حديد هو المترشح الذي دخل السباق، لكنه لم يحصل سوى على 5 أصوات تمثل تركيبة كتلة " الأفندي " في المجلس، مادامت باقي القوائم قد شكلت تحالفا معارضا، لأن هذا التكتل كان قد إتفق بمحضر رسمي على تنصيب عبد الحميد دريدي متصدر القائمة الحرة " البديل " على رأس البلدية، بعد ظفر قائمته بأربعة مقاعد، بعد التحالف مع كل من " الأفلان "، " الأرندي " و حركة مجتمع السلم، ليكون هذا التكتل حائزا على 10 مقاعد، و التي تمثل ثلثي تركيبة المجلس، مما يعني بأن السباق سيكون ثنائيا على رئاسة البلدية في الدور الثاني المقرر هذا المساء، مع ترجيح كفة التحالف الرباعي لكسب الرهان. على صعيد آخر فقد لاحت مؤشرات الإنسداد في بلدية سيدي عمار، لأن رئاسة البلدية عادت لمتصدر قائمة الحركة الشعبية الجزائرية أحمد بومعيزة في الإقتراع السري الذي إنتظم صبيحة أمس، حيث أن هذا الحزب كان قد تحصل على 11 مقعدا، لكن التصويت مكنه من الحصول على تزكية 15 عضوا، مقابل معارضة 8 أعضاء، بعد تحالف الحركة الشعبية الجزائرية مع عدد المنتخبين من أحزاب أخرى. تزكية مطلقة لرؤساء 7 بلديات بالموازاة مع ذلك فقد عرفت باقي البلديات تنصيب المجالس وفق المعطيات التي تم التوصل إليها على ضوء التحالفات الأولية التي أبرمت في " الكواليس"، حيث أن متصدر قائمة جبهة التحرير الوطني ببلدية عنابة فريد مرابط إنتزع منصب " المير " بعد دخوله سباق الرئاسة كمترشح وحيد، و قد حصل على 41 صوتا، مقابل معارضة منتخب واحد، و إلغاء صوت وحيد، لأن " الأفلان " كان قد حصد 17 مقعدا من أصل ال43 التي تشكل تركيبة المجلس، و مرشح الحزب للرئاسة ظفر بتزكية الأغلبية الساحقة من المنتخبين الجدد على إختلاف إنتمائهم الحزبي، و هي نفس الأجواء التي عرفتها عملية التنصيب على مستوى بلدية وادي العنب، حيث كان متصدر قائمة الجبهة الوطنية الديمقراطية إسماعيل بوحجيلة المترشح الوحيد لرئاسة المجلس، و حاز على تزكية أغلب المنتخبين، لأن " الأفندي " كان قد تحصل على 7 مقاعد، و تحالف مع " الأرندي " لتشكيل تكتل يضم 12 منتخبا من أصل ال 19 الذين سيشكلون تركيبة المجلس خلال العهدة الجديدة، مع التعهد بمنح منتخبي التجمع الوطني الديمقراطي مقعدا في النيابة و كذا رئيس قطاع، في الوقت الذي إنتزع فيه متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي ببلدية سيرايدي السعيد جميلي منصب " المير " بعد حصوله على 9 أصوات من أصل ال 13 ، لأن " الأرندي " تحالف مع " الأفلان "، مع بقاء الحركة الشعبية الجزائرية خارج الهيئة التنفيذية على مستوى هذه البلدية. من جهة أخرى فقد تمت تزكية متصدر قائمة حزب العمال إبراهيم سوالي لرئاسة بلدية الشرفة، إثر حصوله على الأغلبية النسبية في عدد الأصوات خلال عملية الإقتراع السري، كونه المترشح الوحيد، وتحالف قائمته مع التجمع الوطني الديمقراطي شكل تكتلا من 9 مقاعد من أصل ال 13 التي يضمها المجلس، في حين عادت رئاسة بلدية التريعات لمتصدر قائمة الأرندي عبد الوهاب حميدي بعد تزكيته بالأغلبية النسبية خلال عملية الإقتراع، على إعتبار أنه الوحيد الذي ترشح لشغل منصب الرئاسة، و تحالفه في " الكواليس " مع " الأفلان " كان كافيا لحسم الأمور قبل الإحتكام إلى الصندوق. و في سياق ذي صلة تم تنصيب مبارك بن حامد على رأس بلدية الحجار كمنتخب عن حزب جبهة التحرير الوطني، و لو أن المعطيات إختلفت على مستوى هذه البلدية، لأن " الأفلان " كان قد حصد أكثر من نصف المقاعد، بحصده 11 مقعدا من أصل ال 19 التي تشكل المجلس، مما أعفاه من التحالفات. هذا و ستتواصل اليوم عملية تنصيب المجالس البلدية بولاية عنابة، حيث سيكون الموعد في الفترة الصباحية مع بلدية برحال التي حسمت فيها الأمور بالإتفاق على منح رئاسة المجلس لمحمد ناصر بن علي متصدر الجبهة الوطنية الديمقراطية ، بعد حصوله على 9 مقاعد من أصل ال 19 التي تشكل المجلس، مع تحالفه مع جبهة التحرير الوطني، لتشكيل تكتل من 14 منتخبا، ليبقى " الأرندي " خارج الحسابات، و هو التحالف الذي تم بموجبه منح " الأفلان " منصب نيابة، و رئاسة قطاعي بوقصاص أحمد و قيرش، مع ظفر " الأفندي " بأربعة مقاعد في النيابة و 3 رؤساء قطاعات بكل من طاشة، الكاليتوسة و عين شوقة، كما سيكون الموعد مع بلدية عين الباردة التي يبقى فيها السباق متواصلا بين " الأفلان " و " الأرندي " مع حيازة جبهة التحرير على أوفر الحظوظ لترأس المجلس، و كذلك الشأن بالنسبة لبلدية شطايبي و التي يبقى فيها التنافس على منصب " المير " قائما بين متصدر قائمة حزب الكرامة، و الذي كان قد تحصل على 4 مقاعد، و نظيره من التجمع الوطني الديمقراطي، و الذي كان قد ظفر بثلاثة مقاعد، و المعطيات المتوفرة تشير إلى عدم توصل حزب الكرامة إلى إتفاق بخصوص تحالفات داخلية لتشكيل كتلة الأغلبية، مقابل سعي " الأرندي " إلى التحالف مع كل من " الأفندي " و حركة الوفاق الوطني، بحثا عن الأغلبية النسبية، و هي المساعي التي إصطدمت بوجود إنشقاقات داخل الكتلة الحزبية.