عاشت مدينة عنابة الاثنين، على وقع مناوشات بين المحتجين على قائمة 470 مسكنا اجتماعيا وقوات مكافحة الشغب أمام مقر الولاية. وطالب قاطنو السكنات الهشة والآيلة للانهيار بضرورة التدخل الفوري والعاجل للسلطات المحلية لإدراجهم ضمن المستفيدين من سكنات ذات طابع اجتماعي إيجاري في إطار برنامج القضاء على السكن الهش الذي شرعت الدوائر في الإفراج عنه على مراحل بعد تجميده مؤقتا في وقت سابق. المتظاهرون والذين تنحدر غالبيتهم من طالبي السكن على مستوى سيدي حرب بأجزائه الأربعة، وكذا عشرات العائلات المنكوبة بحي سيبوس، إضافة إلى طالبي السكن بمنطقة بوزعرورة ببلدية البوني، أكدوا أن مصالح دائرة عنابة أقدمت على إقصاء 120 عائلة من منطقة سيدي حرب من الاستفادة من السكن الاجتماعي ضمن الحصة التي تم توزيعها مؤخرا، حيث أقدم المحتجون على التجمهر، قبل الإقدام على قطع الطريق المحاذي لملعب العقيد شابو والمؤدي إلى وسط المدينة، في محاولة للفت السلطات المحلية لولاية عنابة إزاء الوضعية الكارثية والظروف الصعبة التي يعيشونها، مما تسبب في شل حركة المرور على مستوى هذا المحور الإستراتيجي، الأمر الذي تطلب تدخل وحدات الأمن على جناح السرعة، واستوجب شن عملية مطاردة لإبعاد المحتجين من أمام مقر الولاية، مع تعزيز التغطية الأمنية، رغم أن المحتجين تمسكوا بمطالبهم المنحصرة في ضرورة اتخاذ قرار يقضي بإدراجهم ضمن قوائم المستفيدين، سيما أن مشكل انهيار الأسقف والجدران يطرح مع تساقط الأمطار، ومخاوف السكان ازدادت إثر التقلبات الجوية الأخيرة، لأن عشرات السكنات تبقى عرضة للسقوط، مادامت السيول المتدفقة من أعالي جبال الإيدوغ تتسبب في فيضانات، الأمر الذي دفعهم إلى الإصرار على ضرورة اتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بالتعجيل في إدراجهم ضمن قوائم المستفيدين قبل حلول فصل الشتاء. على صعيد آخر فقد احتج 80 شخصا ينحدرون من حي سيبوس، ممن مستهم قرارات الهدم التي نفذتها مصالح بلدية عنابة منذ أزيد من شهر، وأعربوا عن تذمرهم الكبير من الظروف التي يعيشون فيها، سيما أن فصل الشتاء على الأبواب والسلطات المحلية لم تبادر إلى التكفل بالانشغالات التي ما فتئوا يطرحونها، سيما منها الترحيل إلى سكنات اجتماعية جديدة، كونهم يقيمون في خيم تم نصبها في محيط الحي، في الوقت الذي قام فيه العشرات من سكان منطقة بوزعرورة ببلدية البوني باعتصام أمام البوابة الرئيسية لمبنى الولاية ملحين على ضرورة تعجيل مصالح الدائرة في الإفراج عن قائمة السكن الاجتماعي المخصصة لقاطني البيوت القصديرية بهذا الحي، مؤكدين على أنهم كانوا قد تلقوا وعودا من الرئيس السابق للدائرة بالترحيل قبل نهاية السنة الجارية.