منكوبون من الفيضانات يحتجون أمام الولاية عرفت مدينة عنابة أمس الأربعاء حركة إحتجاجية واسعة قام بها المئات من قاطني البنايات الهشة و السكنات المهددة بالإنهيار في العديد من أحياء عاصمة الولاية ، و الذين عبروا عن تذمرهم الكبير من الظروف التي يعيشون فيها، مطالبين والي الولاية بالتدخل لدى مصالح الدائرة من أجل دفعها إلى إتخاذ إجراءات كفيلة بالإفراج عن قوائم المستفيدين من الحصة الثانية المندرجة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، و المحتجون كانوا خارج هذه القوائم . المحتجون و الذين ينحدرون من أحياء السهل الغربي، " البلاص دارم "، بني محافر، لاكولون، وادي الذهب، أوزاس، ديدوش مراد و بوزراد حسين إعتصموا أمام مقر الولاية ، و طالبوا بضرورة التعجيل في الكشف عن القوائم التي خصصتها مصالح الدائرة للأحياء التي يقيمون فيها، مؤكدين على أن عدم إدراجهم ضمن الحصة الأولى التي تضمنت 1960 وحدة سكنية مخصصة لعاصمة الولاية يعتبر إجحافا كبيرا في حق عائلات ظلت تنتظر لسنوات طويلة الترحيل من بنايات جدرانها و أسقفها عرضة للإنهيار في أية لحظة إلى سكنات إجتماعية جديدة، و أوضحوا بأن معظم القوائم الأولى تم ضبطها دون إستشارة لجان الأحياء، مما فسح المجال لإدراج أشخاص ليسوا الأجدر بالإستفادة من السكن، لأن بعض أصحاب السكنات الآيلة للإنهيار كانوا قد إستفادوا في الحصة الأولى التي كانت قد وجهت لبلدية عنابة، لكنهم قاموا بالموازاة مع ذلك ببيع شققهم لعائلات أخرى، الأمر الذين جعل المحتجين يتمسكون بمطلب التحقيق الميداني المعمق في مختلف القوائم، حيث أكد المحتجون على وجود أشخاص ضمن القوائم إستفادوا بطرق غير قانونية، مما دفعهم إلى المطالبة بإيفاد لجنة تحقيق في القائمة المفرج عنها، و اللجوء إلى القيام بتحريات ميدانية بخصوص الوضعية التي يعيشها المئات من المدرجين ضمن القائمة التي ضبطتها مصالح الدائرة، و مقارنتها بالظروف المزرية التي تعيش فيها المئات من العائلات في بيوت قصديرية لا تقوى جدرانها و أسقفها على مقاومة الأمطار الغزيرة في الشتاء، و لا أشعة الشمس في فصل الصيف، معتبرين أنفسهم الأحق في الإستفادة من سكنات إجتماعية في هذه الفترة.. هذه الحركة الإحتجاجية جاءت على خلفية المعاناة الكبيرة التي عاشتها مئات العائلات نهاية الأسبوع الفارط، جراء الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة، حيث أجبرت الكثير من العائلات على مغادرة بيوتها القصديرية و الهشة، هروبا من السيول الجارفة التي داهمت سكناتها، و هي الوضعية التي أبقت العائلات المعنية شبه منكوبة، لأنها أصبحت تطالب بالترحيل إلى سكنات جديدة، و قد تجمع المئات منهم صبيحة أمس أمام البوابة الرئيسية لمقر الولاية،أين أقدم بعضهم على غلق الطريق المؤدي إلى وسط المدينة إنطلاقا من مبنى الولاية بإتجاه ساحة الثورة عبر العديد من المسالك الفرعية، المحاذية لملعب العقيد شابو عبد القادر، مما إستدعى تدخل وحدات الأمن على جناح السرعة، و التي تكفلت بتفريق المحتجين، مع تسجيل عمليات رشق بالحجارة إستهدفت أعوان الشرطة. و في سياق متصل أفضت جلسة العمل التي جمعت مساء أول أمس الثلاثاء رئيس المجلس الشعبي الولائي بممثلين عن سكان ضاحية سيدي حرب و الفخارين إلى حصول المحتجين على وعود تقضي بالإفراج عن قوائم المستفيدين من الشطر الثاني من حصة هذه المنطقة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش مطلع شهر جوان القادم، و هي العملية التي خصصت لها مصالح الدائرة السكنات المتبقية من برنامج الفارطة، و توجهيها لطالبي السكن على مستوى أحياء سيدي حرب ، الفخارين ، الخروبة ورفاس زهوان ، حيث ستشمل العملية 806 وحدة سكنية ،منها 510 وحدة موجهة لسكان سيدي حرب والفخارين ، و 88 وحدة لطالبي السكن بحي الخروبة ، وعلى أن تمثل 208 وحدة سكنية حصة حي رفاس زهوان من هذه العملية ، على إعتبار أن مصالح القطاع الحضري الثالث تبقى بصدد ضبط القوائم حسب الأقدمية، ويتعلق الأمر بالعائلات التي تم إحصاؤها سنة 2007 ، في انتظار تسليمها إلى مصالح الدائرة للتحقيق في هوية المستفيدين لدى مختلف المصالح قبل الإعلان النهائي عن القوائم الاسمية للعائلات المستفيدة. ص / فرطاس