علمت ''البلاد'' أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، قد سافر مساء أول أمس إلى موسكو للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي يعقد في روسيا من 23إلى 25سبتمبر الجاري لبحث سبل تعزيز العلاقات بين العالم الإسلامي وروسيا. يشارك غلام الله في أشغال المؤتمر بدعوة من رئيس مجلس الإفتاء الروسي الشيخ راوي عين الدين، ويحضر هذا المؤتمر كبار الشخصيات في العالم الإسلامي إلى جانب وزراء ومسؤولين ورؤساء دول وممثلين عن 30دولة من مختلف قارات العالم. ويرتقب أن يلقي غلام الله كلمة في المؤتمر حول اهتمام الدين الإسلامي بالتعاون مع الآخرين وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية ولنشر مبادئ العدل والحق والخير وما يعزز نهضة الشعوب والأمم، وأن الإسلام لا يرفض الحوار من أجل تحقيق المصلحة العامة للإنسانية. وينتظر أن يناقش المؤتمرون سبل دعم علاقات التعاون بين الدول الإسلامية وروسيا ''بما يحقق مصلحة الجانبين''. وفي هذا السياق، سيتم التطرق إلى أسس التعاون وإمكانياته المتاحة بين الجانبين وفرص تطويره ودور مؤسسات المجتمع المدني والدينية والأهلية. وكانت روسيا، التي تحاول في الفترة الأخيرة التقرب من العالم الإسلامي، قد تقدمت في أوت 2003بطلب الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي بدعوى أن عدد سكانها من المسلمين ''الذي يتراوح بين 22 و24 مليون نسمة'' يفوق سكان العديد من أعضاء المنظمة. ويبدي السياسيون في موسكو اهتماما ببناء علاقات مميزة مع العالم الإسلامي نظرا لقربها منه ووجود علاقات ثقافية وتجارية واجتماعية وحتى تاريخية بينها وبين بعض دوله مثل جمهوريات آسيا الوسطى وأذربيجان القوقازية، أي تلك الجمهوريات السوفياتية السابقة التي شكلت الدولة السوفياتية مرحلة هامة من تاريخ التكامل في شتى المجالات بينها وبين روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى العنصر الإسلامي في بنية الدولة الروسية بحد ذاتها، إذ إن روسيا عبارة عن دولة اتحادية تشكل الجمهوريات والأقاليم الإسلامية الأعضاء في هذه الدولة الاتحادية نسبة تزيد على 20% أو الخمس منها.