صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أول أمس الثلاثاء بموسكو أن الدين والوطن لا يمكن أن يكونا متعارضين لأنهما يشكلان وجهين لعملة واحدة. أكد الوزير في ندوة صحفية نشطها مع رئيس مجلس المفتيين بروسيا الشيخ راويل عين الدين والمفتي الأكبر لكزخستان ورئيس مجلس رجال الإفتاء لآسيا الوسطى السيد عبد الستار دربيصالي ونائب الرئيس الأول لمجلس الفدرالية (البرلمان الروسي) ألكسندر تورشين أن "الدين يجب أن يكون في خدمة الوطن لأن هذا الأخير يعد الفضاء حيث تمارس الديانة. فالدين والوطن يشكلان وجهين لعملة واحدة". وأكد الوزير الذي يوجد بموسكو للمشاركة في ندوة دولية تعقد لبحث موضوع "روسيا-العالم الإسلامي: شراكة من أجل الاستقرار" يوم الخميس في العاصمة الروسية أن "الإسلام دين يدعو إلى العمل من أجل الحياة من خلال التعاون" مستدلا بذلك بآيات من القرآن الكريم. وأضاف: "على كل شعب مسلم أن يسعى من أجل خدمة وطنه. فالقرآن الكريم يدعو المسلمين إلى بناء وطنهم. فلو بنى كل شعب مسلم بلده فالعالم برمته سيعيش في الاستقرار والسلام". واعتبر أن انعقاد مثل هذه الندوة "سيفتح لا محالة آفاقا جديدة في العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي بفضل الجهود التي يبذلها المبادرون بهذا اللقاء لا سيما الشيخ عين الدين الذي يريد أن يساهم مسلمو روسيا في بناء روسيا. وبعد أن أعرب عن قناعته بأن هذا اللقاء سيساهم "دون شك في تعزيز علاقات التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي ذكر السيد غلام الله ب"علاقات الصداقة القديمة" بين روسياوالجزائر. وعن سؤال حول تطور الوضع في الجزائر بعد عشرية من الإرهاب ذكر الوزير بأنه "إذا كانت الجزائر قد تلقت الدعم في الخارج إبان حربها ضد الاستعمار فإنها بالمقابل واجهت بمفردها هذه الظاهرة بين 1990 و1998". وأكد السيد غلام الله أن "العالم لم يفهم واقع الإرهاب إلا بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لتجد الجزائر آذانا صاغية لنداءاتها ولتوضح للعالم الفرق بين الإسلام والإرهاب". وذكر الوزير بعد ذلك بمختلف المراحل التي قطعتها الجزائر بعد هذه الفترة لا سيما مرحلتي الوئام المدني والمصالحة الوطنية. وأضاف قائلا "بفضل هذه السياسة وتوضيحات الأئمة ورجال الدين فهم أولئك الذين حملوا السلاح أنهم لن يتمكنوا من بناء بلدهم بالاعتداءات وتخريب المرافق وتدمير الدولة التي ضحى أوليائهم في سبيلها". وقبل ذلك كان الشيخ غاينودين قد أكد أن روسيا حيث يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة (23 مليون مسلم) بعد المسيحية الأرثوذوكسية مهتمة بتعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية والجاليات المسلمة بأوروبا وآسيا وأمريكا. كما اعتبر أن تنظيم الندوة تحت الرعاية السامية للرئيس الروسي دميتري ميدفيديف تعكس الاهتمام الذي توليه الهيئات العليا للبلاد لتعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي. وعلاوة على الجزائر التي يمثلها وزير الشؤون الدينية والأوقاف من المنتظر أن يشارك في الندوة الرئيس التشيتشيني رمزان قاديروف ووفود رفيعة المستوى من 36 بلدا وهيئات أخرى كجامع الأزهر والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم.