أقر عدد من المخرجين والسينمائيين السورين بأن أفلامهم خاسرة كون السوق المحلية لا يمكن أن تغطي تكاليف الفيلم السينمائي مقارنة بالدول العربية الأخرى وعلى رأسها مصر التي تعد الرابح الأكبر في هذا المجال. وتوقف ضيوف الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي في ندوة أقيمت مساء أول أمس على هامش العروض السينمائية، عند أهم مشاكل القطاع السينمائي لديهم، حيث رفض هؤلاء تسمية ما يقدمونه من أعمال في “الفن السابع” بالصناعة السينمائية بل يكفي أن يصطلح عليها اسم أفلام أو محاولات تقع في خانة الاجتهادات. واستعرض المخرج السينمائي السوري غسان شميط المراحل التي مرت بها السينما في بلاده بداية بعام 1963، حيث كان الإنتاج مبعثرا وتجاريا بتمويل من المؤسسة العامة للسينما إلى أن ظهر القطاع الخاص كممول آخر، وذلك مطلع السبيعينيات، فكان له أن نهض ب”الفن السابع” إلى درجة إنتاج عشرين فيلما روائيا في تلك الفترة. غير أن هذه النهضة يقول مخرج فيلم “الشراع والعاصفة” لم يكتب لها الاستمرار فتراجع الإنتاج بعد أن اتجه القطاع الخاص نحو المسلسلات الدرامية التي لا يختلف اثنان اليوم على نجاحها وصدارتها أمام تراجع إيرادات السينما التي ولدت مشاكل التوزيع وقلة قاعات العرض تلاحقها وتراجع الدخل الفردي الذي لم يكن يسمح للفرد الواحد بشراء ثمن التذكرة، مضيفا أنه “من الصعب الحديث عن ثورة سينمائية كما يحدث بالنسبة للدراما”. من ناحية أخرى، لم يختلف المخرج السوري الشاب جود سعيد كثيرا عن شميط، حيث راح يتحدث عن دعم المؤسسة العامة للسينما في سوريا لأعمال المخرجين الذين لا يجتهدون في إيجاد مصادر أخرى تمول أفلامهم وهو ما من شأنه إعادة اعتبار السينما لديهم وإن كان ذلك بشروط. وقال أيضا إن حديث السينمائيين السوريين عن مستقبل أفلامهم في ظل ما يحدث من متغيرات سياسية لم يكن متفائلا أو شبه مجهول، موضحا “لا نملك أي مؤشرات عما ينتظر أفلامنا في المستقبل”.